الاثنين، 13 أغسطس 2012

الربيع العربي قادم إلى الربيع الإسلامي هو ذاهب بإذنه تعالى الحلقة ((39)):


الربيع العربي قادم إلى الربيع الإسلامي هو ذاهب بإذنه تعالى الحلقة ((39)):

لقد اخترت هذا العنوان لأني استنتجت أن معظم الشعوب العربية تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في دساتيرها وعند وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم ظهر ما يطلق عليهم بالنخبة يصبون جمام حممهم على الإسلاميين ويتهمونهم بشتى الوسائل وعلى مقدمتها الإرهاب, فلنأخذ مثلا جمهورية مصر العربية عندما اختار الشعب المصري العظيم نوابه في مجلس الشعب والشورى رأينا أن معظم ما يطلق عليهم بالنخبة في معظم وسائل الإعلام من قنوات تلفازية وصحف و مجلات وخلافه يهاجمون أعضاء مجلس الشعب والشورى ذلك لأن معظمهم من حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي, في حين أن مجلس الشعب أصدر قرارات حساسة لم يصدرها مجالس الشعب السابقة طيلة الأعوام التي حكم فيها العسكر مصر.



وأود بهذه المناسبة أن أذكر ما يطلق عليهم بالنخبة أن بعد الحرب العالمية الثانية  وبعد أن خرجت اليابان مدمرة من آثار الحرب العالمية الثانية, خرجت هيئة في عام 1946م لدراسة تجارب الدول الرائدة في تلك الأيام ومن ضمنها مملكة مصر والسودان, وهذا يعني أن مملكة مصر والسودان في تلك الأيام من الدول الرائدة في العالم.
انظروا كيف أصبحت اليابان وماذا فعل العسكر في مصر, انهم أخروا مصر مئتي سنة إلى الوراء, وعندما أراد الله أن يعيد لمصر عزها وكرامتها بواسطة الأناس الذين يخافون الله ويحبون وطنهم صببتم جمام حممكم عليهم وتآمرتم مع المجلس العسكري حتى أبطلتم مجلس الشعب وتريدون حل مجلس الشورى والهيئة التأسيسية لصياغة الدستور, ولم يقف الأمر عند هذا الحد, فلما اختار الشعب رجل فاضل حافظا لكتاب الله ورجل يتقي الله ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتي ويذكرنا بخطاب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث قال: (( وليت عليكم ولست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله فيكم ولا طاعت لي إذا عصيت الله )).
ولكنكم لا تريدون تطبيق الشريعة الإسلامية ولا ترغبون في الإسلاميين أن يصلوا إلى سدة الحكم, ولا عزة ولا قوة لنا إلا في الإسلام حيث قال سيدنا عمر رضي الله عنه: (( نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فإن طلبنا العزة في غيره فلن نجدها )) وأنتم تريدون من يقول سعد زغلول قدوتي أو مصطفى كامل قدوتي أو اليساريين أو الناصريين, هم الذين يحكمون البلاد.
رأينا كيف وأن التيارات السابق ذكرها أوصلوا مصر إلى ما هي عليه الآن حيث أن طائفة كبيرة من شعب مصر تحت خط الفقر ومصر مليئة بالخيرات سواء من الناحية الزراعية, أو من الناحية الثقافية, أو من الناحية السكانية أو الناحية التعدينية.
فمثلما كبل المجلس العسكري مجلس الشعب حيث جعله يصدر قرارات لا يتم تنفيذ معظمها, كذلك جعله لم يستطع سحب الثقة من الحكومة التي افتعلت الأزمات وهي معروفة أزمة الخبز وأزمة البترول وأزمة القمامة وغيرها من الأزمات حتى يقال أن مجلس الشعب لم يحقق آمال الشعب, وعند اعادة الانتخابات فسوف ينتخبون العلمانيين واللبراليين وهم أساس ما وصلت إليه مصر في الوقت الحاضر.
وأنا أوجه نداء إلى المجلس العسكري وإلى النخبة أقول لهم الا تحبون وطنكم أن يكون من الدول الرائدة بين دول العالم وأن يكون شعب مصر ينعم بخيراته وثرواته ويعيش جل الشعب المصري في رغد من العيش. انظروا ما فعلتم بالاقتصاد المصري خلال عام ونصف, وما وصل إليه الحال في مصر من تدهور في الاقتصاد والسياحة والصناعة, وما كلفت الانتخابات من مليارات من الجنيهات ذهب في أدراج الرياح الشعب كان اولى بها, فسيكتب التاريخ لكم هذه المواقف وسوف تسألون امام الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فكان من باب أولى أن تطبقوا قاعدة الضرورات تبيح المحظورات, وتتركوا مجلس الشعب يعمل وكذلك مجلس الشورى وكذلك مؤسسة الرئاسة دون أن تضعوا عراقيل أمامها ثم إذا انتهت مدتهم ولم يحققوا الوعود التي قطعوها على أنفسهم, فإن الشعب هو الذي سوف يخرجهم من اللعبة ولكن الحملة الشعواء الموجهة الآن على فخامة رئيس الجمهورية وصلت إلى حد قلة الأدب في نظري, فرئيس كرئيس جمهورية مصر العربية يجب أن يحترم ولا يهاجم بهذه الطريقة والسبب في ذلك يرجع إلى أن رواسب الدولة العميقة في قنوات التلفاز وفي الصحف وفي المجلات وما يطلق عليهم بعملاء الفلول هم الذين يحرضون هؤلاء المأجورين على فخامة رئيس الجمهورية  بالإضافة إلى ذلك النوادي المنتشرة في مصر مثل نوادي الروتاري والتي بلغ عددها أكثر من 23 ناديا وتتميز هذه النوادي بأنها نوادي تتظاهر بأنها تقدم خدمات اجتماعية وهي في الباطن تبث السموم في داخل المجتمعات المنتشرة فيها, كما أن باب العضوية ليس مفتوحا للجميع ولكن إدارة النادي هي التي تختار أعضائها وفي مقدمتهم الصحفيين ومن مهام هذه الأندية القضاء على المعالم الثقافية والدينية المتميزة لإيجاد بيئة واحدة تعمها الأفكار والمبادئ الروتارية التي تستمد مفاهيمها من الحركة الماسونية العالمية, وتتخذ الناقوس والمطرقة شعارا لها وتتخذ هذه المنظمة أسماء أخرى تعمل في ظلها مثل: لجنة الأونرهويل التي تختص بالسيدات, وتضم مصر والأردن منطقة أونرهويل واحدة تحمل رقم 95 ولجنة الروتارأكت ولجنة الإنترأكت.   
وتعد هذه النوادي خطرا على الإسلام والمسلمين لتظاهرها بالعمل الإنساني في حين أنها معامل هدم للروح الإسلامية وتعمل في نطاق المخططات اليهودية العالمية.
وقد صدر في المؤتمر الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية الذي انعقد بمكة المكرمة عام 1394هـ / 1974م قراره الحادي عشر والخاص بالماسونية وأندية الروتاري وأندية الليونز وحركات التسلح الخلقي وإخوان الحرية بأن:-
·        على كل مسلم أن يخرج منها فورا, وعلى الدول الإسلامية أن تمنع نشاطها داخل بلادها, وأن تغلق محافلها وأوكارها.
·        عدم توظيف أي شخص ينتسب إليها ومقاطعته كليا.
·        يحرم انتخاب أي مسلم ينتسب إليها لأي عمل اسلامي.
·        فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة.
·        كم أعلن المجمع الفقهي في دورته الأولى أن الماسونية وما يتفرع عنها من منظمات أخرى كالليونز والروتاري تتنافى كليا مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية.

  بالإضافة إلى مجموعة نوادي الليونز والتي هي ذات طابع خيري اجتماعي في الظاهر, لكنها لا تعدو أن تكون من واحدة من المنظمات العالمية التابعة للماسونية التي تديرها أصابع يهودية الغاية افساد العالم واحكام السيطرة عليه وتتشابه مع أندية الروتاري في أهدافها وقد نشطت في مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل وأنها تتخذ من الفنادق الضخمة مراكز لها كفندق السلام بمصر الجديدة وفندق هيلتون وشبرد وشيراتون. واجمالا فإن الليونز لافتة جديدة لجأ إليها اليهود عندما أغلقت المحافل الماسونية والحقيقة أن ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, ومع الأسف فإنها تباشر نشاطها في كثير من البلاد الإسلامية, مثل مصر, و الأردن وسوريا ولبنان والبحرين والمغرب وتونس والعراق, وهم يعرضون أحيانا بعض ما يسمونه نشاطا اجتماعيا ويدعون أنهم يريدون به للمجتمع أن ينمو وفق نظام هندسي دقيق تذوب فيه النعرات القومية والعصبيات الجنسية والاختلافات الدينية, والحقيقة التي لا يجب أن تخفى على مسلم أنهم جماعة مشبوهة وتكتنفها الريب والشكوك, ويكفي أنها مدعومة من جهات خارجية غير معروفة, ومن هنا ندرك أن الحملات الموجهة على التيارات الإسلامية وعلى فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي ليست من أنصار الرئيس المخلوع السابق وحده, ذلك لأن نوادي الروتاري والليونز تلعب دورا خطيرا في محاربة الإسلام والإسلاميين والعمل على عدم وصول الإسلاميين إلى الحكم, ومن هنا أناشد فخامة الرئيس محمد مرسي أن يضع قوانين تحمي الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى من تسلط رواد النوادي السابق ذكرها من الوصول إلى وسائل الإعلام المختلفة وكذلك المراكز الحكومية الهامة, ذلك لأن إدارة هذه النوادي لا تسمح لكل من هب ودب في الانخراط في عضويتها ولكن تختار كبار الصحفيين وكذلك كبار موظفي الدولة لكي يكونوا أعضاء في هذه النوادي, ومن الأفضل في رأي أن تراقب مراقبة شديدة من قبل الاستخبارات العامة وكذلك من الناحية المالية وبالتالي يمكن اثبات انحراف نشاطها حتى تتمكن الدولة من اغلاقها. وإلا فإنه يصدر قانون وأنه كل من يثبت التحاقه بهذه النوادي فإنه يفصل من عمله داخل الدولة أو من العمل في وسائل الإعلام المختلفة داخل جمهورية مصر العربية, ولقد نما إلى علمي أن كثيرا من أعضاء الحكومة العميقة قد كونوا اجتماعات مختلفة فيما بينهم لإفشال خطة المئة يوم لفخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي وأنا أتساءل وأقول لهم كفاكم عبثا بمقررات مصر, وقد أخرتم هذا البلد عشرات السنين إلى الوراء, وحينما أراد الله أن ينهي سلطاتكم أخذتم تخربون إرادة الله والله غالب على أمره رضيتم أم بقيتم.
وإذا أردتم الخير لمصر أن ترفعوا أيديكم عن السياسة أيها المجلس العسكري المحترم ولقد كانت لقرارات رئيس الجمهورية الأخيرة التي صدرت بتاريخ 25 رمضان 1433هـ كانت لها أثر كبير لدى الشعب المصري والشعوب الإسلامية ذلك لأن المجلس العسكري حينما أدخل نفسه في السياسة ترك مهمته الأساسية وهي حفظ الحدود والمحافظة على أمن مصر والدفاع عنها عن الأعداء ولقد كانت الدلائل على ذلك هو الأحداث الأخيرة في رفح والتي راح ضحيتها 17 ضابطا وجنديا مصريا قائمين على حدود مصر من الناحية الشرقية كما أن انشغال المجلس العسكري في السياسية جعلهم يهملون السيطرة على الحدود الغربية وأعني بها ليبيا حيث تدفق السلاح بكميات كبيرة من تلك الحدود ليقع في يد الاقليات المجرمة والتي تلعب دورا كبيرا في زعزعة استقرار مصر.
وكانت هذه القرارات واجبة لكي نصحح وضع الجيش وتفرغه للمهمة التي هي مناطة به لكي يتفرغ لها ويرفع يده عن السياسة, كما أطالب فخامة الرئيس محمد مرسي بأن ينظف الوزارات والمحافظات والإدارات المحلية من أعوان العهد البائد, والذين يعملون جاهدين في سبيل افشال خططه, ولست أدري كيف يكون مواطنا مصريا يلعب دورا في محاربة وطنه وأهله إلا إذا كان خائنا له, ومن هنا يجب تصفية الأجهزة الحكومية من مثل هؤلاء, وأن يعمل فخامة الرئيس قدر الاستطاعة بأن يدعوا إلى المصالحة بين فئات الشعب على مختلف اتجاهاتهم, حتى يكونوا يدا واحدة في العمل على نهضة مصر وتبوؤها المكانة اللائقة بها بين دول العالم وعلى الأخص العالم العربي والإسلامي. 

                                          وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله
                                                  سامي زين العابدين حماد


ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر