الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

خطاب موجه الى خادم الحرمين


 مولانا خادم الحرمين الشريفين                                                حفظه الله ورعاه
صورة مع التحية والتقدير لصاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران                                                                ادامه الله
صورة مع التحية والتقدير لصاحب السمو الملكي وزير البلديات                     أيده الله
صورة مع التحية والتقدير لصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة      أيده الله
صورة مع التحية والتقدير لمعالي وزير المالية                                       أكرمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته       وبعد  
  أنا سامي زين العابدين حماد  نيابة عن أهالي المدينة أحفاد الرسول الله صلى الله وعليه وسلم وأحفاد المهاجرين الأوائل من الخلفاء الراشدين وغيرهم وأحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم معارضين كل المعارضة المشاريع التي سوف تزيل معظم أحياء المدينة والتي تقوم بتنفيذها وزارة المالية. وكان من الواجب على هيئة تطوير المدينة أن تراعي أهل المدينة قبل التخطيط وأثناء التخطيط وما بعد التخطيط , وعلى ما يبدو أنّ هيئة تطوير المدينة قصيرة النظر في تخطيطها, والذي أقلقنا هذه الكمية الكبيرة من نزع الملكيات والتي لا تحتاجها توسعة الحرم النبوي الشريف ,وتحويلها من ملكيات خاصة الى ملكيات عامة, فهذا مخالف للشرع الحنيف ,وقد نصت على ذلك فتوى المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي قرار رقم: 29 (4/4) والمُحَجّم لنزع الملكية الخاصة، والقاضي صراحة بتحريم نزع الملكية الخاصة لغرض الاستثمار الخاص أو العام , واعتباره من الظلم البيّن, كما حذر العلّامة ابن خلدون من تدخل الدولة في التجارة ؛ لأنّ المواطنين سوف يتضررون من ذلك . والقصد من هذه المشاريع هو إبعاد سكان المدينة عن جيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج منطقة الحرم , ونحن لا نفرّط في جيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو عوّضنا عن عقاراتنا المنتزعة مليارات الريالات ,وهذا ما يقرره الشرع الحنيف؛ حيث أنّ سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه  عندما أراد توسعة المسجد النبوي الشريف ,وهدم بيت سيدنا العباس رضى الله عنه, وادخاله في المسجد النبوي الشريف, رفض سيدنا العباس رضى الله عنه, ثم احتكما  إلى سيدنا اُبي بن كعب رضي الله عنه ,حكم سيدنا اُبي بن كعب لسيدنا العباس رضى الله عنهما . ومن هنا تدركون عدم  رضى مٌلّاك العقار . لا يجيز حتى هدم عقاراتهم وإدخالها في المسجد النبوي الشريف حتى يكونوا راضين, فما بالكم بطريق  السنّة الذي سيزيل قلب المدينة التجاري حيث يعتمد ستين في المئة من سكان المدينة من التسوق منه كما يوجد به عدد كبير من الأسواق والمحلات التجارية يعتمد عليها أسر كثيرة في  تسويقهم و عدد كبير من الأسر في أرزاقهم , وأقترح إبقاء شارع قباء كما هو ليكون للمشاة فقط , ويمكن للحجاج استخدامه للمشاة. ذلك لان أعداد الحجاج الذين يذهبون الى قباء مشيا على الأقدام قليل , لأن معظمهم كبار في السن ويستخدمون الحافلات ويمكن للحافلات استخدام شارع حي الجمعة والذي هو يعتبر مثابة طريق السنة لأن الرسول صلى الله وعليه سلم كان يذهب زيارة  الى أخواله بني النجار ومسجد قباء عن طريق هذا الشارع وهو موجود  و يمكن للحافلات استخدامه واستخدام شارع قربان وشارع العوالي للوصول الى مسجد قباء وبهذا نحتفظ بأثر تاريخي. ذلك لأن حي قباء من أقدم الأحياء الموجودة في المدينة وعمره أكثر من ستين سنة وخطط من قبل القسم الهندسي ببلدية المدينة المنورة وكان رئيس قسم الهندسة في تلك الآونة المهندس أدم البكري حيث أزيلت جميع أحياء المدينة القديمة الأثرية كما أن به عدد كبير من الأسر تعيش في وحداته السكنية وبه مدارس ومستشفيات ومساجد بالأخص مسجد الجمعة ,حيث رقّم هذا المسجد وسوف  يزال , وهو المسجد الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه سلم اول جمعة حينما هاجر من مكة الى المدينة وهو ذاهب في طريقه من مسجد قباء الى المدينة المنورة . من هنا تدركون مدى الخطأ الفادح والضرر البالغ من جراء إزالة قباء وجعل طريق السنة الموجود حاليا بعرض (300)متر وهذا  لا فائدة منه إطلاقًا ؛ كما ان توسعة شارع السلام بعرض 200متر وشارع الملك فهد بعرض 300 متر وشارع الملك عبد العزيز بعرض 200 متر وشارع سلطانه الى حي الفتح وحي العنابس وحي السيح وحي المصانع سوف يزيل 97% من أسواق المدينة ومحلاتها التجارية, إضافة الى الوحدات السكنية البالغ عددها (25) ألف وحدة سكنية,  فكيف يستطيع أهالي المدينة العيش بدون سكن ولا أسواق ولا محلات تجارية, وكأنهم يخططون لمدينة خالية من السكان.  من هنا نعارض هذه المشاريع كل المعارضة وانها ليست مشاريع تطوير بل انها مشاريع تجعل أهل المدينة لاجئين في عهد أتسم بعطفه ومساعدة ومد يد العون الى جميع منكوبي العالم فكيف الحال بأن يجعل من أهل المدينة يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء  
يا مولانا إن السياح في اسبانيا يصل عددهم في كل عام أكثر من  (60) مليون سائح , فلم تقم الحكومة الإسبانية بهدم المدن العربية القديمة كغرناطة وقرطبة وغيرها وربما الشخص يتسأل ويقول أن السياح يقصدون أسبانيا, أما الحجاج يقصدون مكة والمدينة في آن واحد وأقول له مع الفارق الكبير بين مكانتي مكة والمدينة ومكانتي قرطبه وغرناطة.  بان السياح يقصدون قرطبة وغرناطة لوقت واحد ليشاهدوا الأثار العربية الإسلامية وعلى راسها قصر الحمراء  ,ونجد أن الحكومة شجعت المواطنين على بناء الفنادق خارج هذه المدن , ولم تقم شوارع بعرض 300متر و 200 متر  كما حولت بعض المباني الأثرية إلى فنادق.
من هنا تدركون مدى الخطأ الذي وقعت فيه هيئة تخطيط الدينة المنورة ؛ لذا نقترح الآتي :-
1- نحن لا نعارض توسعة المسجد النبوي الشريف ,ولكن نقول يجب أن يتم نزع الملكيات حسب ما يتطلبه الوضع .
2- إنّ المسجد النبوي الشريف سوف يستوعب بعد التوسعة مليون وستمئة ألف مصلي ؛ لذا يجب أن يكون نزع الملكيات في حدود خمسمائة متر من جميع الجهات, ذلك لأن المدينة المنورة تختلف عن مكة المكرمة؛ إذ أن الحجاج لا يجتمعون في أيام معلومة, وإنما يأتون أفواجاً في موسمين قبل الحج وبعد الحج, واذا فرضنا أن في كل فوج يأتي مليون وستمائة حاج فإن عدد الفنادق المطلوب بناؤها (600 )فندقاً, كل فندق مساحته ألف متر, بذلك يكون (600 )ألف متر, في حين أننا اقترحنا نزع ملكية مليون متر, على أن تبقى المساجد والمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات والعمائر الحديثة وتٌهدم العمائر صغيرة الحجم والمتهالكة وأن يخيّر أصحابها بين التعويض وبين إعطاءهم قروض طويلة الأجل من أجل إعادة بناء عمائرهم التي هدمت لكي تتوائم لما خطط له , وكذلك عمائر وفنادق الأوقاف الأهلية إذا كان تصميمها وبناءها على المستوى المطلوب تبقى عمائرهم دون هدم ويُعطوا قروض لكي يتم تشييد هذه العمائر بالارتفاعات المطلوبة . بينما المراد تنفيذه الآن فهو نزع ملكية (9) مليون متر.
3- ومن هنا تدركون عدم دقه تصميم هذه المشاريع وإهدار المال العام في مشاريع تضرنا ضرراً بالغاً حيث تبلغ التكلفة أكثر من ترليون ريال وهذا هدر للمال العام ,  
4- تكون الأفضلية للشراء في هذه المناطق لأهالي المدينة المنزوع ملكياتهم داخل الحلقة المركزية و داخل المنطقة المساندة .
5- إنّ تطوير المدينة لا يكون بهدم المناطق المراد نزع ملكيتها ولكن يتم بإزالة المناطق العشوائية . لأنّ المناطق المراد نزع ملكيتها الآن غير عشوائية , بينما تُركت المناطق العشوائية كما هي كالحرة الغربية ونزلة الجبور والدويمة  ووعيرة وبلاد السديري وتلعة الهبوب وحول  جبل أحد وحول مسجد القبلتين والعُصبة, وهذه يا مولانا كلها استملكت بحجج استحكام نتيجة لأخطاء الأمناء السابقين لأمانة المدينة؛ اذ لم يخططوها ويوزعوها مجاناً لهؤلاء الفقراء, ويجب بناء مراكز سكنية وإعطاءهم شقق ,ثم هدم هذه المناطق العشوائية.
6- أن يتم توسعة المدينة بعمل خطوط دائريه اثنين او ثلاثة ويخطط ما بينها بشوارع طولية وعرضية وبها مدارس ومستشفيات ومواقف للسيارات ,وتوصل إليها خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي, وتترك المدينة كما هي عليه الآن حتى يكون سكانها بالقرب من المسجد النبوي الشريف.
7- يسمح لأصحاب المزارع داخل المدينة في كل من قباء وقربان والعوالي وأم معشر بأن يخططوا مزارعهم لكي يبيعوها مربعات إلى راغب الشراء ؛لأنّ القاعدة الشرعية (الضرورات تبيح المحظورات), وتستبدل الأمانة بعمل حدائق عامه في منطقه شوران على أن يوصل الماء ومجاري الصرف الصحي إليها وتبنى بها مدارس ومستشفيات , كما أن أمانة المدينة باستطاعتها أن تحفر أبار ارتوازية لتأمين الماء للحدائق العامة بدلاً من أن تنزع ملكية هذه البساتين ليستفيد منها أهالي المدينة كسكن لهم بدلاً من اخراجهم خارج حدود الحرم.
8- وأعرفكم بنفسي يا مولاي أني كنت مديراً لفرع أملاك الدولة بالمدينة المنورة وكنت مسئولاً عن توسعة الحرم النبوي الشريف السابقة وقد درست في الجامعة مادة لتخطيط المدن ولم يمر علي أثناء الدراسة ان تم تطوير أي مدينة في العالم بهدم
المدينة القديمة وإعادة بناءها مرة أخرى مثلما يحدث الآن في المدينة المنورة, أضرب لذلك مثلا أن مدينة الرياض تعتبر من أجمل مدن العالم وكذلك جدة تعتبر عروس البحر الأحمر وحينما طورتا لم يحدث ان هدمت الأحياء القديمة فيهما مثل
الديرة وحي الشميسي وحي البطحاء وغيرها من الأحياء القديمة بل تركت هذه الأحياء كما هي وبنيت مدينة حديثة جديدة وكذا الحال بنسبة لجدة بقيت حارة الشام والمظلوم وباب شريف وغيرها من الأحياء القديمة وامتدت جدة لتظهر مدينة جميلة جديدة أخرى .
9- إن عدد المدارس التي سوف تهدم بلغت (135) مدرسة وعدد المساجد (57) مسجد و(98) % من الأوقاف الأهلية التي يعيش عليها عدد كبير من الأسر لا دخل لهم الا من هذه الأوقاف , وسوف يبلغ عدد الوحدات السكنية المزالة حوالي (25)ألف وحدة سكنية وعدد المحلات التجارية حوالي (5) الاف محل تجاري, وتصور يا مولاي حينما تنزع هذه الكمية من العقارات ماذا سيحدث؟ سوف يتشرد أبناءنا وعوائلنا ويسكنون الخيام ويفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء. فلا يوجد مدارس بديلة شيدت ولا توجد مدينة جديدة خطط لها.
10-      إن قسم الرخص في أمانة المدينة المنورة بإدارته الحالية ورئيسه الحالي سوف يعطل إخراج رخص البناء. ذلك لأن الرخصة في أمانة المدينة المنورة  الآن تأخذ وقت من سنة الى سنتين فكيف الحال اذا ما أقدمت وزارة المالية على تنفيذ مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف والمشاريع المساندة له حينئذ تخرج الرخصة في عشرة سنوات . لذا يجب ان يزود هذا القسم بأمانة المدينة المنورة بكفاءات عالية مخلصة حتى يتم إنجاز إخراج الرخص في وقت قصير حتى لا يتعطل المواطنين في إخراج رخص عمائرهم المراد إنشائها بعد الإزالة .
11-      حينما كنت مديراً لفرع أملاك الدولة بالمدينة المنورة وقبل ان ننزع ملكيات مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف, كوزارة مالية وأمانة المدينة المنورة وادارة الطرق خططنا حي الحرة الشرقية وخططنا حي الخالدية وأحدثنا شارع الملك عبد العزيز وأحدثنا شارع الملك فهد وأحدثنا شارع السلام  واحدثنا طريق الهجرة وأحدثنا شارع الأمير عبد المجيد وأحدثنا الحلقة الدائرية الثانية وسلمنا أرض الأسكان لوزارة الإسكان التي أقيمت عليها فلل الإسكان الحالية وسلمنا أرض مستشفى الملك فهد وسلمنا أرض مستشفى الولادة حوالى كيلو في كيلو لإقامة عليها عدة مستشفيات وكنا نشتري في كل عام لا يقل عن (10) مواقع لإقامة مدارس عليها وقد أخذ منا نزع ملكية وبناء المشروع في كل من عهد المغفور له الملك فيصل وكذلك المغفور له الملك خالد وكذلك المغفور له الملك فهد طيب الله ثراهم أي أخذنا بالتدريج في نزع الملكيات ولم نتعدى عن مشروع توسعة الحرم وتحسين المنطقة المركزية والآن تدركون مدى ارتجالية القائمون على هذه المشاريع وعلى رأسهم هيئة تطوير المدينة وكذلك وزارة المالية . فأنتم يا آل سعود تاج على رؤوسنا ولا نريد أن تصيبكم شوكة تتألمون منها , ولكن خائفٌ عليكم من دعاء أهل المدينة خاصة والرسول صلى الله وعليه يسلم يقول ( من أراد بأهل المدينة سوءا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتقي من دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب). وأهالي المدينة المراد نزع ملكياتهم ومحلاتهم التجارية في كرب عظيم , وأضحى الفرد منهم حينما يكون ماشيا يكلم نفسه ويقول ( فين أسكن ومن فين أكل وأشرب ومن فين أطعم عيالي وأسرتي ) لذا أستصرخكم يا مولاي بان تصدروا أمركم بإيقاف هذه المشاريع حتى تخطط مدينة جديدة ؛ وان تقتصر المشاريع على توسعة الحرم النبوي الشريف؛ وعلى المناطق المساندة المشار إليها بعاليه. هذا وتجدون بطيه دراسة كاملة كيف تصبح المدينة من أجمل مدن العالم نشرت في جريدة البلاد نفّذ بعض منها ولم ينفذ الأهم فيها.
 وفقكم الله يا مولانا في خدمه الاسلام والمسلمين وعلى رأسهم أهل المدينة المنورة والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
                       
                                        المواطن سامي زين العابدين حماد


ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر