الاثنين، 19 سبتمبر 2011

كيف تحكم أمريكا العالم (26 - 36 )


كيف تحكم أمريكا (26)
عرفنا في الحلقة السابقة عن تأسيس ومهمة منظمة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية (آيباك) ولمسنا مدى الجهود الجبارة التي تبذل من قبل الجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة لمساندة إسرائيل، كما لمسنا في الحلقات السابقة عن مدى الجهود الجبارة التي تبذلها الصهيونية والماسونية والتي تتركز جميعها في الولايات المتحدة ويتم تمويل النوادي التابعة لها من قبل الولايات المتحدة، هذه الدولة التي يطلق عليها راعية السلام في الشرق الأوسط
والمتبنية لحل مشكلة فلسطين حلا عادلا، فكيف يتم لها أن تحل مشكلة فلسطين وهي حصن قوي يساند إسرائيل في شتى المجالات؟ كما يقول المثل العامي (ياويلها من وكيلها) وأنا أقول هنا ياويل الفلسطينيين وياويل لفلسطين طالما أن الولايات المتحدة هي المتبنية لحل المشكلة، بل الأمر لايقف عند هذا الحد لأن الدول الرباعية جميعها تحت سيطرة الجماعات الصهيونية اليهودية، فلننظر مثلا إلى خطاب (أوباما) الذي عقدنا عليه الآمال الكبيرة في مساعدة المسلمين والتعجيل في حل المشكلة الفلسطينية حلا عادلا، والانسحاب من العراق وترك العراق للعراقيين وكذلك الانسحاب من أفغانستان وإيقاف الحرب فيها، نراه لايختلف كثيرا عن سلفه (بوش) ذلك لأن أي رئيس في الولايات المتحدة لايمكنه الوصول إلى كرسي الرئاسة والدخول إلى البيت الأبيض إلا إذا أعطى فروض ولاء الطاعة لمنظمة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فماذا نجده يقول في خطابه في عام 2008 أمام أعضاء منظمة (آيباك) يقول: شكرا جزيلا، إنه أمر رائع أن نرى هذا العدد الكبير من الأصدقاء من جميع أنحاء البلاد، وأريد أن أهنئ هوارد فريدمان وديفيد فيكتور وهوركورب علي المؤتمر الاستثنائي وعلى انجاز مقر جديد على مسافة غير بعيدة، وكذلك صديقي العظيم لي روزنبرع الذي كان عمله الدؤوب في العمل نيابة عن الولايات المتحدة بعلاقة إسرائيل، أريد أن أوضح نقطة من الاعتراف للمتحدثة الاستثنائية لمجلس النواب نانسي بيلوسي الذي تكلم قبلي مباشرة، ومدى أهمية أن كلماتها خاصة في ذكر الجنود الثلاثة الذين مازال يحتفظ بهم حزب الله، إننا لن ننساهم وسوف نقوم بإعادتهم إلى الوطن إن ذلك يشكل أولوية للسياسة الأمريكية وسياسة إسرائيل).
انظروا كيف وأن (أوباما) كيف يتقرب إلى (الآيباك) لكي يفوز في انتخابات الرئاسة فهو يهتم بالأسرى الثلاثة الذين يحتفظ بهم حزب الله ولم يهتم بأي أسير عربي لدى إسرائيل والذين تمتلئ بهم السجون الإسرائيلية، ولم يهتم بقتلى المسلمين في لبنان وفي غزة وفي العراق وفي أفغانستان إذ بلغ عدد الشهداء في العراق أكثر من مليون ونصف شهيد، وبلغ عدد الأيتام أكثر من مليون يتيم، وبلغ عدد المشردين من العراق أكثر من أربعة ملايين مشرد، والحال لايختلف في أفغانستان، وأنا هنا لاأريد أن أذكر خطاب (أوباما) تفصيليا وإنما أخذت منه مقتطفات لكي يتعرف المسلمون من هو أوباما الذي عقدوا عليه آمالهم، إذ نجده يقول (وأنا أعلم عندما أزور آيباك أنا بين الأصدقاء، أصدقاء حميمين، أصدقاءه الذين يشاركونه التزامه القوي للتأكد من أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لايمكن كسرها اليوم أو غدا يمكن كسرها فهي غير قابلة للكسر للأبد.
وأريد أن أقول: إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي متجذرة في أكثر من مصلحتنا الوطنية المشتركة، وأنها متجذرة في القيم المشتركة وبصفتي رئيسا سأعمل معكم لضمان أن هذا هو السند الذي سيتم تعزيزه، كنت أعرف أنني ولأول مرة على دراية بقصة إسرائيل عندما كان عمري 11 سنة كان لي مستشار في المخيم يهودي أمريكي ولكنه يعيش في إسرائيل لفترة وقال لي قصصا عن هذه الأراضي غير عادية وتعلمت من هذه الرحلة الطويلة عن عزم الشعب اليهودي الثابت للحفاظ على هويتهم من خلال الإيمان سنة بعد سنة، قرنا بعد قرن، حمل اليهود على تقاليدهم وأحلامهم للوطن في مواجهة ظروف لاتطاق، قصة تركت انطباعا قويا في نفسي وأنا قد نشأت من دون إحساس بالجذور، والدي كان أسود وكان من كينيا، كان قد غادر عندما كنت في الثانية، والدتي كانت بيضاء، وكانت من ولاية كانساس، وكنت قد انتقلت معها إلى أندونيسيا وثم العودة إلى هاواي وبطرق كثيرة لم أعرف من حيث جئت.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا (27)
تعرفنا في الحلقة الماضية عن جزء من خطاب الرئيسي الأمريكي (أوباما) في منظمة (الآيباك) ونجده حينما يواصل الكلام يقول (وكنت قد فهمت الفكرة الصهيونية بأن هناك دائما وطن في قصتنا وأنا أيضا قد تعلمت عن فظائع المحرقة والحاجة الملحة التي أتت بها إلى رحلة العودة إلى إسرائيل، إن جزءا كبيرا من طفولتي كنت أعيش مع جدي وجدتي، وجدي كان قد خدم في الحرب العالمية الثانية، وربما لم يتوقع أبدا أن يرى أوربا ناهيك عن الفظائع التي كانت بانتظاره هناك، وبعد شهور عاد إلى بيته من ألمانيا، وكان لايزال في حالة صدمة وحيدا مع الذكريات المؤلمة التي لن تغادر رأسه، كان جزء من فرقة المشاة 89 فكان من أوائل الأمريكيين في الوصول إلى معسكر اعتقال نازي فحرروا أوردروف في يوم من أيام نيسان 1945 أهوال هذا المخيم تتجاوز قدراتنا على التخيل، وعشرات الآلاف ماتوا من الجوع والتعذيب والمرض أو القتل، جزء من آلة القتل النازية التي قتل فيها 6 ملايين نسمة وأمر الجنرال ايزنهاور الألمان من بلدات مجاورة للقيام بجولة في المخيم حتى يتمكنوا من رؤية ماكان يجري باسمهم، وأنه أمر القوات الأمريكية للقيام بجولة في المخيم حتى يتمكنوا من الاطلاع  على الشر الذي كانوا يحاربون ضده ودعاء أعضاء الكونغرس والصحفيين ليشهدوا وامر تأخذ صورا وأفلاما وشرح أدوايت ايزنهاور وقال إنه يريد أن يقدم أدلة مباشرة من هذه الأشياء وإذا كان في المستقبل هناك تطور إلى اتهام هذه الإدعاءات مجرد دعاية، رأيت بعض من تلك الصور في ياد فاشيم كل واحد منا شاهد على كل فرد يستطيع أن ينكر هذه الجرائم التي لاتوصف ويجب علينا منع تكرارها. ويجب علينا أن نعي مانقول) انتهى كلام أوباما.
انظر ياأخي كيف يردد أوباما مايردده الصهيوينة من أن المحرقة قد أعدم فيها ستة ملايين نسمة، إن يهود العالم في تلك الحقبة جميعهم كان عددهم ستة ملايين فهل جمع هتلر جميع يهود العالم وأعدمهم، وإن الإحصائية الحقيقية التي توصل إليها الباحثون أمثال جارودي وغيره أن عدد الذين فقدوا في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية هم ثمانون ألف فقط، وأغلبهم ماتوا من الأمراض والجوع وليس بفعل المحرقة، فهو يتباكى على أعداد وهمية كي يكسب ود أعضاء الآيباك لكي يصل إلى منصب الرئاسة وتناسى عن المذابح التي قامت بها إسرائيل في دير ياسين وفي قانا الأولى وقانا الثانية ومدرسة بحر البقر في مصر وإعدام أعداد كبيرة من الأٍسرى المصريين بلغ عددهم أكثر من خمسة عشر ألف في عام 1967 وعن مجازر الضفة الغربية وغيرها، فهل ماقام به هتلر يحاسب به الفلسطينيون، فلماذا لم يعطهم ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية بدلا من أن يمنحهم فلسطين، وحينما نراجع خطاب نائب رئيس الولايات المتحدة السابق المستر دك شيني نجده يقول في منظمة الآيباك: (إن عدونا لديه نظام عقائدي وقد رأينا أمثلة في حكم نظام طالبان، وهم يريدون أن يفرضوا نظاما دكتاتوريا يعيش فيه الخوف ويعيش فيه كل رجل وامرأة وطفل في خوف ويطيعون بصورة مطلقة هذه الأيديولوجية التي تدعم الكره، وترفض هذه العقيدة السمحة وتنكر حرية الضمير وتطالب النساء بأن يكونوا على هامش المجتمع، الحرب على الارهاب هي حرب ضد الشر، والنصر في هذه الحرب سيكون نصرا للرجال والنساء من كل الديانات وأضاف تشيني: إن النظام الحاكم في إيران يعارض المجتمع الدولي باستمرار طموحاته النووية، وبالطبع هذا الموضوع قد يعرض قريبا على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعلى النظام الإيراني معرفة إن تمسكه بموقفه الحالي يدعو الجماعة الدولية للتعامل القوي مع الإيرانيين والولايات المتحدة تحتفظ بكل البدائل في كيفية الرد على السلوك الإيراني غير المسئول ونحن ننضم للدول الأخرى في توجيه رسالة للنظام الإيراني بأننا لن نسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية).
انظروا كيف وأن كبار رجال السياسة في الولايات المتحدة يتقربون إلى أعضاء منظمة (آيباك) وينفذون رغبات دولة إسرائيل في حصار إيران بل وفي محاربتها بشن هجوم عليها، فهم يحاولون بشتى الوسائل بأن تشن الولايات المتحدة حربا على إيران كما شنتها على أفغانستان والعراق كل هذا من أجل تنفيذ السياسة الصهيونية في الشرق الأوسط بإضعاف دوله وجعلها مكشوفة أمام إسرائيل.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا (28)
عرفنا فيما سبق من مقالين ماقاله (أوباما) و (دك شيني) في منظمة (الآيباك) كي يتقربا إلى أعضاء منظمة العلاقات الأمريكية الإٍسرائيلية، وأنا هنا أستعرض بعض كلمات كبار المسئولين في الولايات المتحدة لأبين زيف الديمقراطيات الحديثة التي تدعي بأنها حكم الشعب للشعب، وهي في الحقيقة حكم أصحاب رؤوس الأموال والشركات ووسائل الإعلام والسينما للشعب، وليست حكم الشعب للشعب، فالصهيونية العالمية كما ذكرت آنفا هي التي أطاحت بالعروش الملكية في مختلف أنحاء العالم لتحل محلها نظام الانتخابات من أجل السيطرة على حكومات العالم كما نراه اليوم، كما أنهم أبعدوا شعوب العالم عن دياناتهم بإحلال الحكومات العلمانية، لذا نرى أن الأديان تحارب بشكل عنيف لكي يسهل عليهم وأعني الصهيونية العالمية السيطرة على شعوب العالم، والآن نرى هجوما عنيفا على الإسلام ومحاولة جادة في إبعاد الإسلاميين عن مركز الحكم في الدول الإسلامية وتنصيب العلمانيين فيها وذلك من أجل السيطرة على هذه الحكومات والأفراد من قبل إسرائيل، لأن الإسلام والإسلاميين لايخضعون إلا لله، ثم للحاكم المسلم، من هنا ندرك لماذا الماسونية والصهيونية تركزان في نشر أنديتهم السالف ذكرها في المقالات السابقة في العالم وعلى الأخص في دول المحور حول إسرائيل من أجل إيجاد أفراد يعتمد عليهم في تنفيذ سياستهم لتلك المنطقة.
وحينما نعود إلى كلمات كبار المسئولين في الولايات المتحدة ماذا نجد، نجد أن جون بولتون المندوب السابق للولايات المتحدة في مجلس الأمن يقول: (إن الولايات المتحدة ستستخدم كل الوسائل التي تملكها من أجل ايقاف التهديد النووي الإيراني، وكلما تم تأجيل مواجهة التهديد الإيراني كلما ازدادت صعوبة حل النزاع) وأضاف (إن فشل مجلس الأمن الدولي في العمل ضد إيران مؤشر على عدم جدوى وفعالية ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن يجب أن لايفشل في أخذ قرارات مناسبة في توقيت جيد من أجل تجنب الأضرار بصورة وفعالية المجلس) وقال أيضا (من المهم ملاحظة ازدياد الدول التي تشير إلى استخدام العقوبات ضد إيران في مناقشاتهم، والنظام الإيراني ينبغي أن يدرك أن استمرار سيره في اتجاه ضد الجماعة الدولية سيكون له عواقب وخيمة) وقال جون أدوارد المرشح الديمقراطي السابق لمنصب نائب الرئيس أمام الآيباك (يجب أن نعمق علاقاتنا الاقتصادية ونقوي التعاون العسكري من أجل أن تحتفظ إسرائيل بتفوق مطلق، وهذا يعني أن ندعم علاقاتنا الدبلوماسية من أجل أن نقف معا ضد هؤلاء الذين يحاولون استخدام بعض المؤسسات الدولية لعزل إسرائيل ومعاقبتها) وأضاف ادواردز (يجب أن نفكر بأساليب جديدة من أجل أن نربط إسرائيل بأحدث مالدينا من تكنولوجيا، وأن نربط إسرائيل بمؤسساتنا الأمنية الناجحة على سبيل المثال أنا أعتقد بضرورة بحث سبل تطوير علاقة مع الناتو ومن الممكن أن تصبح عضوا كاملا يوما ما والناتو هو أعظم تحالف عسكري ديمقراطي في العالم اليوم).
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب جون بونير (إن للولايات المتحدة وإسرائيل علاقات خاصة مميزة نابعة من التزامنا بالديمقراطية والحرية والسلام، وأنا كزعيم جديد للأغلبية الجمهورية بمجلس النواب أستطيع أن أؤكد لكم أنه تحت قيادتي لن يصدر أي تشريع يمكن أن يعتبر ضد إسرائيل في مجلس النواب) وقال أيضا (إن إسرائيل كصديق فإن الولايات المتحدة تدرك حساسية وطبيعة قضية الأمن الإسرائيلي والظروف السياسية المحيطة بهذا الموضوع، ومع الإدراك القوي لهذه القضية فنحن نضمن التحالف بين الدولتين العظيميتين وبخصوص حماس ذكر بونير (وحتى تغير حماس مواقفها وتفكك شبكتها الارهابية وتوافق على العمل نحو حل سلمي مع إسرائيل لن تذهب أي من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لحكومة حماس الفلسطينية).
انظروا كيف وأن كبار المسئولية يتعهدون أمام أعضاء الآيباك بأنهم يناصرون إسرائيل بشتى الوسائل والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة خاضت حروبا في منطقة الشرق الأوسط من أجل إضعاف دولها القوية أمام إسرائيل ولو أدى ذلك إلى انهيار اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا من أجل إرضاء الجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة وذلك نتاج الديمقراطيات الحديثة من أجل الحصول على المناصب الرئيسية في البلاد دون الاهتمام برفع المستوى المعيشي والاقتصادي وتحجيم البطالة بين الأيدي العاملة في البلاد، ولولا الله ثم جهود المقاومين في منطقتنا لامتدت الحروب وشملت معظم دول المنطقة من أجل تقسيمها إلى دويلات متناحرة تحارب بعضها البعض لكي تكون دولة إسرائيل هي المهيمنة على دول المنطقة ويمكنها التوسع لتحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات.
فيا أيها المسلمون أفيقوا واعلموا أن في اختلافكم وتفرقكم وتقسيم دولكم بقاء لدولة إسرائيل وإمكانية التوسع على حساب دولنا، وفي اتحادكم وتضامنكم وتعاونكم ضعف لدولة إسرائيل بل القضاء عليها كليا، فاتحدوا والله ينصركم.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752



كيف تحكم أمريكا (29)
رأينا في الحلقات السابقة كيف وأن منظمة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تسعى جاهدة في سبيل توسيع نفوذها في شتى الولايات، وفي معظم طبقات الشعب الأمريكي، رأيناها كيف توطد علاقاتها الوثيقة بين أعضاء الكونغرس وكذلك بين جميع المسئولين الكبار في شتى المجالات في الولايات المتحدة، ولم يقف نشاطها عند هذا الحد، بل نجدها كذلك تبذل جهودا جبارة بين طلبة الجامعات في شتى التخصصات كي تعد جيلا يؤمن إيمانا عميقا بمواصلة مساعدة دولة إسرائيل في شتى المجالات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل نجد نشاطها قد تعدى ووصل إلى الكنائس ونجد في أحد الأعوام الماضية أن منظمة إيباك قد بذلت جهودا جبارة داخل الكنائس الأمريكية وكذلك بين الأمريكيين من أصول لاتينية، وعادة مايعقد مؤتمر الإيباك السنوي في كل عام ويضم أكثر من ستة آلاف شخص مشارك في هذه الاجتماعات، وعادة مايلقى في هذا المؤتمر خطابات عدة تتعلق بشئون العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وكذلك كيفية الوقوف أمام إيران في سعيها لتملك أسلحة نووية، وكذلك مستقبل الشرق الأوسط، ويركزون عادة على تنامي العلاقات بين إسرائيل والجماعات الدينية في الولايات المتحدة لكي يكسبوا تأييد هذه الجماعات لدولة إسرائيل، وذلك لتنامي نفوذ هذه الجماعات الدينية داخل الولايات المتحدة، وفي رسم سياستها الخارجية، ومن بين المدعوين للتحدث في أحد الأعوام الماضية القس جون هاجي الزعيم المسيحي المتطرف مؤسسة جماعة (نصارى من أجل إسرائيل) التي تسعى لحشد الدعم السياسي لإسرائيل في الكنائس الأمريكية وقد عقدت جلسة تحت عنوان (اتحاد المؤمنين وبناء علاقات مع المسحيين الداعمين لإسرائيل) حاضر فيها جلين بالأمر من زمالة (أمريكا السوداء وإسرائيل) وكذلك القس روبرتس استريت المؤسس والمدير التنفيذي لأبرشيات أجنحة النصر التي تدعم دور الكنائس في السياسة الخارجية وتؤيد سياسات تساعد الهيمنة الأمريكية في العالم لنشر النصرانية علاوة على القس سام رودجرز من المؤتمر القومي لقادة المسيحيين اللاتينيين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إنهم أرادوا أن يصلوا إلى الأمريكيين من أصل لاتيني لكي يعبئوهم لنصرة دولة إسرائيل، وكان من المتكلمين بهذا الخصوص أرماندو جازمن مدير مكتب واشنطن لمحطة تلفزيون أزتيكا وتلفزيون أزتيكا أمريكا، وكذلك خوان رانجل رئيس منظمة (جيران متحدون) والنائبة الديمقراطية في مجلس النواب ليندا شانسيز عن ولاية كاليفورنيا وفي ختام ذلك الاجتماع قد توجه 5500 شخص إلى منطقة مباني الكونجرس والمعروفة باسم كابيتول هيل للضغط على أعضاء الكونغرس لكي يدعم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وكان من أبرز التطورات في مؤتمر ذلك العام هو مشاركة عدد كبير من المشرعين الأمريكيين من الحزب الديمقراطي الذي يسطر حاليا على الكونغرس وكان من بين المتحدثين نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك شيني، وسفير إسرائيل في الأمم المتحدة السابق دانيال جيلرمان ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني وألقى كل من نانسي بيلوسي زعيمة الأغلبية الديمقراطية كلمة في المؤتمر وكذلك هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ وقد حضر أيضا زعيم الجمهوريين في المجلس ميتشل ماكونيل وزعيم النواب الجمهوريين في مجلس النواب جون بينر وكذلك تسيني هوير الزعيم الديمقراطي.
كما شارك النائب الديمقراطي المتشدد وأحد أكبر مناصري إسرائيل في الكونغرس توم لانتوس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب واليناروس  عضو اللجنة نفسها، وهي جمهورية تمثل ولاية فلوريدا، ومن المسئولين الإسرائيليين الذين شاركو رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت ووزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس ورئيس حزب الليكود والمعارض بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن سالي ميرادور ونائب وزير الدافع افرايم سني، وكان أكثر من 5000 قد شاركوا في هذا المؤتمر، ,يتم تصنيف هذه اللجنة وهي منظمة أمريكية غير حزبية هدفها استمرار تبني الولايات المتحدة لقضايا إسرائيل على أنها أقوى منظمة في مجال السياسة الخارجية الأمريكية تأثيرا على الكونغرس وعملت الإيباك لأكثر من 50 عاما مع الكونغرس من أجل التأثير على السياسة.
وأنا هنا أوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي العظيم وأقول له أيها الشعب الأمريكي العظيم ماذا جنيتم من منظمة الإيباك غير الدخول في حروب كلفتكم ترليونات الدولارات وفقدتم عشرات الآلاف من الأفراد ومثلهم معوقين إلى جانب مليارات الدولارات التي تدفعونها لدولة إسرائيل الأمر الذي جعل اقتصادكم ينهار انهيارا عظيما ووصلت البطالة لديكم إلى نسبة 10% وسكن عدد كبير منكم الخيام وإلى جانب هذا فإنكم كسبتم كره شعوب العالم بأسرها وسوف يسجل التاريخ دولتكم العظمى بأنها حينما وصلت إلى أعلى مرتبة في دول العالم بطشت وظلمت وقتلت الملايين من أبناء العرب والمسلمين، وبدلا من أن تبسط العدل وتساعد الدول الفقيرة في تنمية اقتصادياتها فهذه الحروب لافائدة منها للولايات المتحدة إلا صرف الترليونات من الدولارات وفقد كثير من أبناء الولايات المتحدة من أجل تحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات وهل تقبلون أنتم أن تأتي شعوب من جميع أنحاء العالم فيحتلوا بلادكم ويطردوكم منها، وهذا ماتريد تحقيقه منظمة الإيباك ولو أدى هذا إلى تدمير اقتصاديات الولايات المتحدة.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

الحلقة (29) في المسودة
وحينما نواصل الكلام عن (الإيباك) من أجل معرفة مدى قوة تأثيرها في السياسة الخارجية الأمريكية وفي اختيار أعضاء الكونغرس وفي اختيار رئيس الولايات المتحدة لكي يطلع القارئ الكريم على مدة قوة تخطيط وعمل الجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة، في حين أن أعداد المسلمين المتواجدين في الولايات المتحدة لا يقل كثيرا عن أعداد الصهاينة، ولكن لانجد لهم أي نشاط أو تأثير ضد الجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوربا، فمنظمة الإيباك كما أسلفت سابقا في المقالات التي نشرت لايقتصر نشاطها على أعضاء الكونغرس وعلى أعضاء البنتاغون بل إن نشاطها يشمل الجامعات فهي تقوم بتدريب الطلاب للدفاع عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وتغرس هذا الاتجاه وتؤصله في نفوسهم حتى إذا ماتخرجوا وتقلدوا مناصب عليا في الدولة فيكون اتجاههم مناصرة إسرائيل ولو أدى ذلك إلى إلحاق ضرر بالولايات المتحدة، عندما سمعنا خطاب سيادة جوزيف بايون نائب الرئيس الأمريكي في خطابه ذكر بأن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان أمن إسرائيل وبقاءها على مر الأجيال، كل هذا من تأثير الإيباك على كبار المسئولين في الولايات المتحدة، كما تسخر الطلبة في اجتذاب أصوات الناخبين للمرشح الذي يريدون أن يفوز في الانتخابات، كما أن لديها خبراء كبار في السياسة يقومون بمراجعة الدوريات والصحف والخطابات لكي يقوموا بالالتقاء بكبار الساسة لكي يحللوا لهم الأحداث الجارية في العالم ويوجهونهم بصورة غير مباشرة على الاتجاه الذي يصب في مصلحة إسرائيل، ويتم سنويا عقد مؤتمر للإيباك يحضر فيه العديد من أركان الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونغرس إضافة إلى مسئولين إسرائيليين مثل رئيس الوزراء ووزير الخارجية لكي يتم مناقشة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
ونجد أن صحيفة هارتس الإسرائيلية ذكرت أن مؤتمرات الإيباك في السنوات الأخيرة أضحت أكبر وأقوى المنتديات اليهودية في العاصمة الأمريكية وقد استطاعت مضاعفة أعضائها وبالتالي نشاطها في تقوية دولة إسرائيل في الشرق الأوسط، كما أن نشاط الإيباك لايقتصر على التأثير على صانعي القرارات في الولايات المتحدة بل يتعداه إلى مساعدتهم في الفوز في الانتخابات وذلك بحث أعطائها بتمويل انتخابات من يريدون فوزه وبهذا يستطيعون التأثير عليهم تأثيرا قويا بعد فوزه في الانتخابات وذلك بفضل مساعدتهم له وتمويل حملاته الانتخابية، وتبذل قصارى جهدها في تعزيز العلاقات بين أعضاء الكونغرس وأعضاء الحكومات الإسرائيلية، ونجدهم حريصون كل الحرص في الحضور في الجلسات المخصصة لمناقشات قضايا دولة إسرائيل.
ونجد السيناتور السابق بول فندلي يقول في كتابه (من يجرؤ على الكلام) بأن هناك تحريم شبه تام في الكونغرس على انتقاد دولة إسرائيل حتى في الأحاديث الخاصة إذ يعتبر الانتقاد عملا منافيا للوطنية إن لم يكن ضد السامية، وقد لاحظنا هذا في تقرير منظمة حقوق الإنسان إذ أنها اعتبرت صواريخ حماس هي منافية لحقوق الإنسان وتغاضت عما تقوم به دولة إسرائيل من مجازر بغزة وجنين ولبنان وغيرها مما سيأتي ذكره بإذنه تعالى تفصيليا في المقالات القادمة.
كما نجد أنها تقوم باختيار القادة السياسيين الذين لديهم مواهب قيادية عظيمة لكي تتبناهم وتركزهم في مناصب عليا لكي يقوموا بتنفيذ مايريدون منه تجاه دولة إسرائيل، وخير مثال على ذلك هو مارتن أنديك الذي أقنعه أستاذه ستيفر روزون الذي كان يشغل منصب مدير الشئون الخارجية في إيباك لمغادرة إستراليا والذهاب إلى واشنطن للعمل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وهو أحد مراكز الأبحاث والدراسات التابعة لإيباك، وبعدما اختير أنديك ليكون أحد مساعدي مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس بل كلينتون ومنها إلى وزارة الخارجية حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط.
كما استطاع روزون الدفع بتلميذه السابق أيضا دينس روس لشغل منصب مسئول عملية السلام في الشرق الأوسط أثناء ولاية كلنتون، كما نجد ستيف غروسان الرئيس السابق لإيباك قد احتل منصب رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي.

 

كيف تحكم أمريكا - الحلقة (30)
رأينا في الحلقة قبل السابقة كيف وأن الإيباك تغرس في الشباب حبهم لإسرائيل والدفاع عنها بشتى الوسائل، كما أن الإيباك لها دور فعال في تنصيب واختيار القادة السياسيين وبالأخص الذين لهم دور في رسم السياسة الخارجية الأمريكية لدى دول الشرق الأوسط، أمثال مارتن أنديك مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، ودنش روس مندوب عملية السلام في الشرق الأوسط أثناء ولاية كلنتون واحتل ستيف غروسمان الرئيس السابق لإيباك منصب رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، أما إرني كريستنسون وكان مديرا للشئون القانونية في إيباك فقد أصبح رئيسا لطاقم مكتب رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش وكيف وأن نتنياهوا حينما كان رئيسا للوزراء وحاول كلينتون الضغط عليه رد عليه قائلا: إذ أجبرتني وضغطت علي فإني سأحرق عليك البيت الأبيض ويعني أنه سيحرك الجماعات الصهيونية في إيباك ضده، فكيف تريدون ياعرب ويامسلمين أن تقف الولايات المتحدة في صفكم إلا إذا توحدتم ونبذتم الخلافات التي فيما بينكم تنفيذا لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) سورة آل عمران (الآية 103). وهددتهم بالإضرار بمصالح الولايات المتحدة في دولكم جميعا، حينئذ تكون كلمتكم مسموعة خاصة لدى اللوبي الصهيوني حينما تمس مصالحه وشركاته العاملة في بلدانكم بالضرر، حينئذ يمكن للاستيطان اليهودي في القدس وفي الضفة الغربية أن يتوقف، وكلنا يتذكر خطاب أوباما في جامعة القاهرة إذا قال بأن الشعب الفلسطيني قد لاقى حياة صعبة طيلة الأعوام السابقة وقد آن له أن تكون له دولة مستقلة ولكن أوباما لايستطيع أن ينفذ مايقول تجاه فلسطين لأنه مكبل بالجماعات الصهيونية في البيت الأبيض وفي الكونغرس وفي كل مكان، كما قال بول فندلي (إن الفرد لايستطيع أن ينتقد إسرائيل مجرد انتقاد ولو كان في جلسة شاي)، فكيف الحال تريدون من حكومات الولايات المتحدة أن تحل لكم قضية فلسطين حلا عادلا إلا إذا توحدتم وهددتم مصالحها في دولكم مجتمعين من أندونيسيا إلى المغرب العربي، فمنظمة الإيباك لايقف نشاطها عند جيل الشباب والقساوسة وتعيين القادة السياسيين بل تسعى جاهدة في إغراق إسرائيل بالمعونات الأمريكية إذ نجد أن الأستاذ توماس سكوفر الذي يعمل أستاذا في جامعتي هارفرد وجورج تاون أن تكلفة الصراع العربي الإسرائيلي على دافع الضرائب الأمريكي بلغ حوالي ثلاثة ترليونات دولار منذ مابعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 2002 أي مايعادل أربعة أضعاف كلفة حرب فيتنام، وإذا أضفنا عليه كلفة حرب العراق 2003م وحرب أفغانستان وحرب لبنان نجد أن العدد سوف يزداد أكثر من خمسة ترليونات دولار، وهنا أوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي العظيم الدافع لهذه الضرائب، مافائدتك أيها الشعب الأمريكي في أن تنفق أموالك في حروب لافائدة لك فيها، ولو صرفت هذه المبالغ في وطنك لتقديم خدمات أفضل في الصحة والتعليم وتشييد البنى التحتية لبلادك التي أخذت تتقادم ولا يوجد أي مبالغ تستطيع حكومتك صرفها عليها من طرق وجسور وخلافه، بل إن معظمكم فقد عمله ومدخراته التي أودعها في البنوك التي قفلت أبوابها وزادت عن مائة بنك نتيجة لنشاط الإيباك، هذا والذي أدخلكم في حرب لافائدة لكم فيها، بل أكسبكم كره العالم بأسره، إذ أضحى الشعب الأمريكي نتيجة لاتجاهه لمساعدة إسرائيل وشن حروب ظالمة لافائدة منها إلا الخراب والدمار وقتل الأبرياء وتشريد شعوب مظلومة لاذنب لها إلا أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف يسطر لكم التاريخ هذه الحروب في صفحات سوداء ويقولون إن الولايات المتحدة حينما أضحت دولة عظيمة بطشت وظلمت وشنت حروبا لافائدة منها إلا لدولة إسرائيل المعتدية العنصرية الظالمة وسوف يأخذ اقتصادكم إلى القهقرى بدلا من الرقي والتقدم طالما أنكم تؤيدون إسرائيل وتساعدونها على الظلم والطغيان.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا - الحلقة (31)
عرفنا فيما سبق من مقالين ماقاله أوباما، ودكشيني في منظمة (الإيباك) كي يتقربا إلى أعضاء منظمة العلاقات الأمريكية الإسرائيلين وأنا هنا أستعرض بعض كلمات كبار المسئولين في الولايات المتحدة لأبين زيف الديمقراطيات الحديثة التي تدعي بأنها حكم الشعب للشعب، وهي في الحقيقة حكم أصحاب رؤوس الأموال والشركات ووسائل الإعلام والسينما للشعب، وليست حكم الشعب للشعب، فالصهيونية العالمية كما ذكرت آنفا هي التي أطاحت بالعروش الملكية في مختلف أنحاء العالم لتحل محلها نظام الانتخابات من أجل السيطرة على حكومات العالم كما نراه اليوم، كما أنهم أبعدوا شعوب العالم عن دياناتهم بإحلال الحكومات العلمانية، لذا نرى أن الأديان تحارب بشكل عنيف لكي يسهل عليهم وأعني الصهيونية العالمية السيطرة على شعوب العالم، والآن نرى هجوما عنيفا على الإسلام ومحاولة جادة في إبعاد الإسلاميين عن مركز الحكم في الدول الإسلامية وتنصيب العلمانيين فيها، وذلك من أجل السيطرة على هذه الحكومات والأفراد من قبل إسرائيل، لأن الإسلام والإسلاميين لايخضعون إلا لله ثم للحاكم المسلم، من هنا ندرك لماذا الماسونية والصهيونية تركزان في نشر أنديتهم السالف ذكرها في المقالات السابقة في العالم وعلى الأخص في دول المحور حول إسرائيل من أجل إيجاد أفراد يعتمد عليهم في تنفيذ سياساتهم لتلك المنطقة.
وحينما نعود إلى كلمات كبار المسئولين في الولايات المتحدة ماذا نجد؟ نجد أن جون بولتون المندوب السابق للولايات المتحدة في مجلس الأمن يقول: (إن الولايات المتحدة ستستخدم كل الوسائل التي تملكها من أجل إيقاف التهديد النووي الإيراني، وكلما تم تأجيل مواجهة التهديد الإيراني كلما ازدادت صعوبة حل النزاع) وأضاف (إن فشل مجلس الأمن الدولي في العمل ضد إيران مؤشر على عدم جدوى وفعالية ميثاق الأمم المتحدة، ومجلس الأمن يجب أن لايفشل في أخذ قرارات مناسبة في توقيت جيد من أجل تجنب الأضرار بصورة وفعالية المجلس) وقال أيضا (من المهم ملاحظة ازدياد الدول التي تشير إلى استخدام العقوبات ضد إيران في مناقشاتهم والنظام الإيراني ينبغي أن يدرك أن استمرار سيره في اتجاه ضد الجماعة الدولية سيكون له عواقب وخيمة) وقال جون ادواردز المرشح الديمقراطي السابق لمنصب نائب الرئيس أمام الإيباك (يجب أن نعمق علاقاتنا الاقتصادية ونقوي التعاون العسكري من أجل أن تحتفظ إسرائيل بتفوق مطلق، وهذا يعني أن ندعم علاقاتنا الدبلوماسية من أجل أن نقف معا ضد هؤلاء الذي يحاولون استخدام بعض المؤسسات الدولية لعزل إسرائيل ومعاقبتها).
وأضاف إدواردز (يجب أن نفكر بأساليب جديدة من أجل أن نربط إسرائيل بأحدث مالدينا من تكنولوجيا، وأن نربط إسرائيل بمؤسساتنا الأمنية الناجحة على سبيل المثال أنا أعتقد بضرورة بحث سبل تطوير علاقة مع الناتو NATOومن الممكن أن تصبح عضوا كاملا يوما ما والناتو هو أعظم تحالف عسكري ديمقراطي في العالم اليوم.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب جون بونير (إن للولايات المتحدة وإسرائيل علاقات خاصة مميزة نابعة من التزامنا بالديمقراطية والحرية والسلام، وأنا كزعيم جديد للأغلبية الجمهورية بمجلس النواب أستطيع أن أؤكد لكم أنه تحت قيادتي لن يصدر أي تشريع يمكن أن يعتبر ضد إسرائيل في مجلس النواب) وقال أيضا (إن إسرائيل كصديق فإن الولايات المتحدة تدرك حساسية وطبيعة قضية الأمن الإسرائيلي والظروف السياسية المحيطة بهذا الموضوع، ومع الإدراك القوي لهذه القضية فنحن نضمن التحالف بين الدولتين العظيمتين، وبخصوص حماس ذكر بونير (وحتى تغير حماس مواقفها وتفكك شبكتها الإرهابية وتوافق على العمل نحو حل سلمي مع إسرائيل لن تذهب أي من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لحكومة حماس الفلسطينية).
انظروا كيف وأن كبار المسئولين يتعهدون أمام أعضاء الإيباك بأنهم يناصرون إسرائيل بشتى الوسائل والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة خاضت حروبا في منطقة الشرق الأوسط من أجل إضعاف دولها القوية أمام إسرائيل ولو أدى ذلك إلى انهيار اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا من أجل أرضاء الجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة، وذلك نتاج الديمقراطيات الحديثة من أجل الحصول على المناصب الرئيسية في البلاد دون الاهتمام برفع المستوى المعيشي والاقتصادي وتعم البطالة بين الأيدي العاملة في البلاد، ولولا الله ثم جهود المقاومين في منطقتنا لامتدت الحروب وشملت معظم دول المنطقة من أجل تقسيمها إلى دويلات متناحرة تحارب بعضها البعض لكي تكون دولة إسرائيل هي المهيمنة على دول المنطقة ويمكنها التوسع لتحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات.
فياأيها المسلمون أفيقوا واعلموا أن في اختلافكم وتفرقكم وتقسيم دولكم بقاء دولة إسرائيل وإمكانها التوسع على حساب دولنا، وفي اتحادكم وتضامنكم وتعاونكم ضعف لدولة إسرائيل بل القضاء عليها كليا فاتحدوا والله ينصركم.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا - الحلقة (32)
تعرفنا فيما مضى عن نوادي الروتاري ودعنا في هذه الحلقة نتعرف على (اليونز) والليونز هي عبارة عن نوادي مثلها في ذلك مثل الروتاري تتظاهر بفعل الخير وهي تهدف إلى نشر الماسونية والصهيونية بين أفراد العالم بغية إفساد العالم والسيطرة عليه، ويرجع تأسيس هذا النوع من النوادي إلى (ملفن جونس) في سنة 1915 في مدينة سانت انطونيو بولاية تكساس، وفي سنة 1917 ظهرت هذه النوادي شكل واضح في الوجود وكان أول اجتماع لها في مدينة شيكاغو التي تعتبر اليوم من أقدم المدن التي ضمت أقدم نوادي الروتاري وهذه النوادي تتبع منظمة البنائين الأحرار (الماسون) وقد أنشأت هذه النوادي تحل محل نوادي الروتاري التي أغلقت عن طريق اكتشاف أهدافها التخريبية في المجتمعات.
وقد أخذ هذا الإسم من كلمة باللغة الانجليزية Lions أي الأسود أي أنها ترمز إلى القوة والجرأة.
وهي عادة ماتتظاهر بالأعمال الخيرية التي تدعو إلى الإخاء والحرية والمساواة وحيث تقوم بتشجيع الزيارات واللقاءات وتنمية روح الصداقة بين الأفراد بعيدا عن الروابط العقدية كما أنها تهتم بالرفاهية الاجتماعية، كما تقوم بمساعدة المكفوفين ونشر المعرفة بجميع الوسائل، وتعمل على تخفيف عبء الحياة اليومية عن المواطنين وتساعد على إقامة المسابقات الترفيهية وتشجيع اللقاءات وتبادل الزيارات والرحلات كما تدعم المشروعات الخيرية ومشروعات الأمم المتحدة.
ونجد أن شروط العضوية في نوادي اليونز لاتختلف عن شروط العضوية في نوادي الماسونية والروتاري إلا أنها تتميز بأنها تسمح لكل مهنة أن ينضم منها عضوين ومن شروط العضوية أن إدارة النادي هي التي تختار الأعضاء وأن يكونوا من رجال الأعمال الناجحين، وذلك حينما تستأنس إدارة النادي بأنها سوف تنتفع من هذا العضو ويشترط أن يكون مقره قريبا من مقر النادي ويجب على كل عضو أن يحقق نسبة حضور أسبوعيا لاتقل عن 60% وهم يحرصون كل الحرص على استقطاب الشباب ليكونوا أعضاء في النادي كما أنهم يحرصون على إبعاد الأفراد ذوي الغيرة الوطنية وذوي العقائد الصحيحة، كما أنهم يجتذبون سيدات رجال الأعمال وكبار المسئولين كي يكون لديهم وسيلة فعالة للاتصال بالشخصيات الكبيرة وللسيدات نواد خاصة بهن يطلق عليها نوادي سيدات الليونز.
ونجد أن نوادي اليونز تشابه في تقسيمها الإداري بنوادي الروتاري من الناحية الجغرافية والتنظيمية، إذ نجدهم يقسمون العالم إلى تكتلات حسب كثافة الأندية، ويضعون لكل تكتل رقم خاص ونجد أن التكتل الواحد إما أن يتكون من دولة واحدة أو عدة دول، وتربط كل منطقة مباشرة بالمركز العام ونجد أن الدول العربية تقع في منطقة الرقم 352 ونجد أن كل نادي يتكون هيكله التنظيمي من رئيس ونائب رئيس أو أكثر وسكرتير وأمين صندوق ومجلس إدارة مكون من 12 عضوا، على أن يكون بينهم شخص أو شخصين من رؤساء النادي السابقين، وذلك كي تحكم الإدارة العامة قبضتها على المجلس كي لاينحرف عن المجال المراد له أن يتجه فيه، كما توجد لجان متنوعة يشكلها المجلس لتقوم بتنفيذ الأنظمة المختلفة.
وتكمن خطورة هذه النوادي في أعمالها الخيرية التي تتظاهر بها كي تقوم بتنفيذ ما أريد لها من أعمال إجرامية التي تهدف إلى التجسس وجمع المعلومات التي يريدون أن يصلوا إليها وذلك من أجل التعرف على جميع المعلومات الخاصة بالسياسة والاقتصاد حتى يستطيعوا التحكم في الشئون السياسية والاقتصادية للبلاد، وكذلك الدينية، وهذه الخطط عادة ماترسم من قبل الإدارة العامة لهذه النوادي، وقد ضربوا غموضا عميقا على طريقة تمويل هذه النوادي ورسم الخطط والسياسات لها، إذ نجدهم يضربون حراسة مشددة على هذه الإدارات، وعادة مانجدهم يرددون شعار الدين لله والوطن للجميع، ونجدهم يتظاهرون أمام دين الإسلام بالتساوي مع الأديان الأخرى حتى تلك التي غير سماوية، ولكنهم في الحقيقة يكرهونه ويضعون المكائد له ولمعتنقيه، وهم يعملون جاهدين على صهينة أعضاء النادي من جميع الديانات ويغرسون في نفوسهم حب دولة إسرائيل ونجدهم عقدوا اجتماعات في مصر لشرح معاهدة السلام بين مصر ودولة إسرائيل، وكانت هذه الاجتماعات تنتهي بحفلات مختلطة راقصة ماجنة.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا - الحلقة (33)
تعرفنا في الحلقتين الماضيتين عن نواد الليونز ودعنا في هذه الحلقة نتعرف على جذورها الفكرية والعقائدية وانتشارها ومواقع نفوذها، إذ نجد أن جذورها الفكرية لاتخرج عن الماسونية فكرا وعقيدة، حيث هي تابعة لها، حيث إنها تدعو إلى فكرة إزالة العوائق وتوفيق الروابط الإنسانية بين البشر، إلا أنها تستمد فكرها من التعليمات الصهيونية، ونجدها أكثر انتشارا في الولايات المتحدة، وكذلك في أوربا وفي جميع أنحاء العالم، وقد نشرت نوادي الليونز إحصائية في عام 1970 ذكر فيها أن عدد أعضائها يزيد عن 934.000 عضو موزعين في (146) بلدا، ونجد أن مركزها الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية في (أوك بروك) بولاية ألينوي، ونجد أن أعدادها أخذت تتزايد في مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد، ونجد أنها تتخذ من الفنادق الفاخرة مقرات لها كفندق السلام بمصر الجديدة وفندق هلتون وفندق شبرد وفندق شيراتون.
ونجد أنها ترصد مبالغ ضخمة كجوائز تقدم خلال حفلات تنمية الصداقة وكذلك حفلات الاهتمام ببعض المشروعات الأمر الذي يجعلنا نفكر جليا من أين مصادر هذه الأموال التي تبذل من أجل استمالة الأعضاء، وهذا مما يجعلنا نتعرف إلى أن نوادي الليونز ماهي إلا نوادي للماسونية لجأ إليها اليهود في تضليل المجتمعات حينما كشف أمر نوادي الماسونية في كثير من الدول وفضحت أهدافها، ونستطيع القول بأن نوادي الليونز هي في الحقيقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب، ونجدها تنتشر في البلاد العربية مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان والبحرين والمغرب وتونس والعراق، ومن أنشطتهم التي يدعون فيها بأنها من أجل إزالة النعرات القومية والطائفية والدينية وهم في الحقيقة يثيرون هذه النعرات داخل المجتمعات الإسلامية والعربية، ذلك لأنهم جماعة مشبوهة يكتنفها الغموض حيث أنها مدعومة من جهات خارجية غير معلومة ونجد أن المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي في دورته الأولى المنعقدة في مكة المكرمة بتاريخ 10 رمضان 1398 قد أصدر قرارا جاء فيه أن مبادئ حركات الماسونية والروتاري والليونز تتناقص كليا مع مبادئ وقواعد الإسلام(1).
وفي سنة 1986 نجد أن المركز الرئيسي لنوادي الروتاري والذي يقع في الولايات المتحدة أصدر نشرة مفادها أنه أصبح لها أكثر من عشرة آلاف نادي في مائة دولة تضم الانترآكت والروتارآكت وكانت تحمل عنوان هذه نوادي الروتاري.
ونجد أن هذه النوادي قد انتشرت في بعض الدول العربية مثل مصر للأسف الشديد لاتوجد لدي إحصائية بعدد هذه النوادي إلا أن مجلة أكتوبر قد نشرت خبرا بتاريخ 16/11/1980 جاء فيه بأن الحفل السنوي لنادي الانترآكت أقيم في نادي اسبورتنج بالاسكندرية وأحيت الحفل فرقة البتي شاه الغنائية الراقصة وتهدف هذه النوادي إلى توجيه الشباب نحو الماسونية وتأصيلها في نفوسهم من وقت مبكر في حياتهم وكان هذا نتيجة للتخطيط الصهيوني والماسوني الرهيب.
وبعد أن تعرفنا على نوادي الروتاري والليونز دعنا الآن نتعرف على نوادي الانترآكت، وهي نوادي عبارة عن نوادي اجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بنوادي الروتاري العالمية والمسيطر عليها من قبل الماسونية واليهودية العالمية وهي مخصصة لطلبة المدارس الإعدادية والثانوية.
وقد أسست بتوصية من أندية الروتاري العالمية وكان ذلك في عام 1961-1962 وقد أطلق عليها بنوادي الطلائع، إذ نجد أن الأعضاء المنضمين إليها تتراوح أعمارهم مابين 14 إلى 81 عاما، وقد بلغ عدد نوادي الانترآكت حسب إحصائية 1983-1984 مائة وواحد وعشرين ناديا، أما أعضائها فقد بلغ عددها 95150 شابا من طلبة المدارس وقد بلغ عدد النوادي التي تشرف على نوادي الانترآكت هذه 59-34 ناديا للروتاري من 79 دولة من مجمع الدول التي بها نوادي للروتاري.
(1) المرجع د. مانع بن حماد الجهني: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الناشر: الندوة العالمية للشباب للطباعة والنشر.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا - الحلقة (34)
رأينا في الأيام السابقة كيف وأن مجلس الأمن كان قراره تجاه دولة إسرائيل لايعادل الحدث، فكان ضعيفا جدا بالنسبة للحدث، ولو كان الفاعل دولة كإيران أو أي دولة في الشرق الأوسط كما فعلت دولة إسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن، ولقد كان صدور القرار يختلف تمام الاختلاف عما صدر ضد إسرائيل، وأعتقد جازما أن القرار يكون تحت البند السابع وليس قرار إدانة وشجب، وعلى ذكر البند السابع فإن هذا البند لم يستخدم تجاه الدول كما استخدم تجاه الدول العربية والإسلامية، فهذه الدول العظمى كما يطلق عليها الدول الديمقراطية كيف تكيل بمكيالين، ومن هنا نثبت للقراء أنه لاتوجد عدالة على وجه الأرض إلا في الشريعة الإسلامية وحكوماتها، فرحم الله ورضي الله عن سيدي أبي بكر الصديق عندما تولى الخلافة صعد على المنبر وقال: الناس عندي سواسية كأسنان المشط القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له، وكذلك قالها سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكن دولة الولايات المتحدة تطبق شريعة الغاب، ذلك بأنها تستخدم حق الفيتو لكل قرار يصدر ضد إسرائيل، مما جعلها دولة فوق القانون، فهل الإرهابي الذي يوصل المعونات الغذائية والطبية والسكنية لأناس محاصرون لمدة أكثر من ثلاث سنوات أم الإهاربي هو الذي يعتدي على أناس مسالمين في مياه دولية لاسيطرة عليها إلا بالقراصنة والإهاربيين المعتدين وللأسف الشديد نجد أن لدينا كماً هائلا من القنوات الفضائية التي كثير منها لا فائدة منها إلا في انحراف الشباب وجعلهم ينخرطون في الأغاني الراقصة والماجنة، فلو أنفقت تكاليف هذه القنوات الفضائية على بث قنوات فضائية تنطق بجميع لغات العالم لنوصل حقيقة صراعنا مع دولة إسرائيل لكسبنا معظم جماهير العالم معنا، ولو استطعنا أن نضغط على حكومات العالم لصالح قضيتنا قضية فلسطين وفك الحصار عن غزة ذلك لأن معظم قنوات العالم سواء كان في الولايات المتحدة أو في الدول الغربية فإنها تبث رواية دولة إسرائيل عن أسطول الحرية التي تتهم منظموه بأنهم إرهابيين ولهم صلة بالقاعدة، كما أنهم يساعدوا إرهابيي غزة، فدولة إسرائيل اليوم جعلت كل من يقاوم من أجل الدفاع عن أرضه وعرضه وماله أصبح إرهابيا، في حين أن الإسلام يقول إن من مات مدافعا عن أرضه وعرضه وماله فهو شهيد، ولامتلاك معظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وغرب أوربا فإنهم استطاعوا أن يكسبوا جزءا كبيرا من الرأي العام العالمي  إلى جانب وجود منظماتهم، ففي الولايات المتحدة مثلا نجد أن عدد المنظمات اليهودية مع فروعها بلغت أكثر من تسعمائة منظمة وسوف أتطرق إليها في المقالات القادمة لأبين نشاط وتأثير كل منظمة على الكونغرس والإدارة الأمريكية، والرأي العام الأمريكي كل على حده لأبين كيف وأن اليهود هم المسيطرون على حكومات الولايات المتحدة ويتجهون بها اتجاها يضر بمصالح مواطنيها، ولا ينظرون إلا لمصالحهم الخاصة ومصالح دولة إسرائيل، مما جعل دولة إسرائيل لا تعبأ بأي قوانين دولية أو قرارات مجلس الأمن وحتى قرارات هيئة الأمم المتحدة، فهذا تقرير جولد استون وجد طريقا مسدودا في مجلس الأمن وسببه الفيتو الأمريكي، فهل هذا المجلس بتشكيلته الحالية يعتبر مصدر أمن عالمي أم مصدر ظلم عالمي، إذ نجد مايخص الدول العربية والإسلامية وعلى الأخص الشعب الفلسطيني المظلوم لايجد طريقه إلى التنفيذ، كما نجد أن الأمين العام للأمم المتحدة حينما زار غزة طلبت عوائل الشهداء الذين ذهب معظمهم نتيجة حرب غزة واستعمال إسرائيل للفسفور الأبيض المميت والمصنع في الولايات المتحدة مقابلته رفض ذلك، وحينما زار دولة إسرائيل أصر على مقابلة عائلة جلعاد شاليط، فإذا كان أمين عام هيئة الأمم المتحدة هذا حاله فكيف الحال بمجلس الأمن وقراراته تجاه دولة فلسطين، من هنا ندرك أن الدول التي تدعي أنها رائدة الحضارة ورائدة العالم اليوم لاتوجد لديها أي عدالة فالعدالة في نظري هي مخ الحضارة فحضارة بلا عدالة أضحت تساوي شريعة الغاب والتي فيها القوي يأكل الضعيف.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

 

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (35)
لمسنا في الحلقات السابقة أن اليهود والممثلين في الماسونية والصهيونية عملوا جاهدين في نشر نوادي الروتاري والليونز والانترآكت والروترآكت وعلى الأخص في البلاد العربية، وقد ركزوا كثيرا على مصر ودول الطوق حتى يوجدوا أناسا يعتمدون عليهم في تنفيذ مخططاتهم السالف شرحها في المقالات السابقة، وللأسف الشديد نجد كثيرا من الإعلاميين والكتاب والصحفيين قد وقعوا في فخ هذه النوادي، إذ نجد كثيرا منهم يهاجمون دولا إسلامية وعربية ويدافعون دفاعا مستميتا عن إسرائيل والصهيونية العالمية وعن الولايات المتحدة التي هي مصدر توجيه وتمويل هذه النوادي في جميع أنحاء العالم وعلى الأخص الدول المحيطة بإسرائيل إذ وللأسف الشديد نجد أن بعضا من هذه الدول تقيم السدود وتغلق المعابر بحجة حماية أمنها القومي، في حين أنها تفتح الباب على مصراعيه لإقامة هذه النوادي التي تبث السموم بين أبناء شعبها، وتعمل جاهدة للتجسس عليها وخاصة من الناحية العسكرية والحربية، فإلى متى نحن نفيق من سباتنا العميق في حين أن الصهيونية والماسونية تعملا جاهدة في سبيل تحقيق قيام دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات.
وحينما نراجع المبادئ التي أقيمت من أجلها هذه النوادي ماذا نجد؟ نجد أنها جميعا تعمل على تأصيل الصهيونية في نفوس كبار السياسيين ورجال الأعمال والكتاب والإعلاميين حتى يسهل عليهم تنفيذ مايصبون إليه، ومثلا نجد أن مبادئ وأفكار وتعليمات الانترآكت نفس الأفكار والتعليمات التي تنشرها وتؤصلها نوادي الروتاري والليونز في الكبار في حين أن هذه النوادي تعمل في تأصيلها لدى الطليعة من الشباب، وعادة هذه النوادي تقام في المدارس التي تديرها الجالية النصرانية واليهودية حيث نجدها تقيم حفلات غنائية لهذه الطلائع من الشباب حتى يسهل عليها تأصيل مايريدون في نفوسهم، ومن أبرز أنشطتها إقامة الرحلات والمخيمات الخلوية من أجل اختلاط الشباب ذكورا وإناثا وتقام فيها المحاضرات حتى يوجهوا الشباب لخدمة الماسونية والصهيونية ويكونوا أداة طيعة لهما.
وقد أفتى المجمع الفقهي في دورته الأولى بمكة المكرمة في 10 شعبان 1398هـ بتحريم الانتساب إلى هذه الأندية.
ولقد سبق أن تكلمنا فيما مضى عن نوادي الانترآكت وقلنا أنها تضم أعضاء يتراوح أعمارهم مابين 14-18 عاما وهي كسابقتها تتظاهر بالأعمال الخيرية ولكن صلب نشاطها هو تأصيل الماسونية والصهيونية في نفوس الناشئة من شباب المسلمين وغيرهم، وهناك أيضا نوادي يطلق عليه الروترآكت (شباب الروتاري) وهي تخضع للماسونية والصهيونية واليهودية العالمية، وتحصر نشاطها في انضمام أعضاء يتراوح أعمارهم مابين 18-28 عاما من الذكور والإناث حسب ماتقرره إدارة النادي وهي خاضعة إلى أندية الروتاري، ويتظاهرون بأنها أندية وأنها تهدف إلى التمسك بالمستويات الخلقية العليا في جميع الأعمال وغرس روح القيادة في نفوس الشباب وذلك عن طريق خدمة المجتمع، وتقوية التفاهم الدولي ونشر السلام بين ربوع العالم، ويرجع تأسيس هذه النوادي حينما أقامت نوادي الروتاري صندوقا يعنى بالشباب وكان ذلك في عام 1917 وأضحى هذه الصندوق نواة لنوادي الروترآكت ونجد أن مؤتمر الروتاري الدولي المنعقد في عام 1967/1968 جاء في توصياته بإنشاء أندية للشباب من طلبة الجامعات وخريجيها وذلك من قبل أندية الروتاري بحيث يكون ذلك في مناطقها التي تباشر نشاطها فيها، ولها أن تقوم بابتعاث عدد من الطلبة للدراسة خارج بلده.
وقد بلغ عدد أندية الروترآكت التي أنشأت في عام 1983-1984  134 ناديا في شتى أنحاء العالم، وقد بلغ عددها في جميع أنحاء العالم 4305 ناديا تتبع 4011 ناديا من أندية الروتاري المنتشرة في 90 دولة من دول الروتاري، وقد بلغ عدد أعضائها 86000 عضو، ونجدها قد أنشأت في بعض البلاد العربية والإسلامية.
ومن أهدافها إعطاء منح دراسة للشباب خارج أقطارهم ولكي يخدعوا الشباب وأولياء أمورهم بأن يشترطوا بأن يكون الطالب متمسكا بدين إسلامه إلا أنه يجب أن يكون متسامحا كما أنهم يجتذبون الشباب في العطل الصيفية لإقامة رحلات خارج أوطانهم وعادة ماتكون هذه الرحلات مختلطة بين الذكور الإناث، ويشترط فيمن يشترك في هذه الرحلات أن يكون والده روتاريا.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752
كيف تحكم أمريكا – الحلقة (36)
تكلمنا في الحلقة الماضية عن رحلات الروترآكت وهذه الرحلات عادة ماتكون مدتها ثلاثة أسابيع ويتكلف الطالب بمصاريف السفر والذهاب والعودة، ومصاريف الإقامة يتحملها النادي المضيف، والشروط التي يجب أن تتوفر في الطالب المشترك في الرحلات أن يكون حاملا للشهادة الثانوية العامة، وأن يكون سنه من 18 إلى 22 سنة، وأن يكون لديه إلمام بلغة البلد التي سوف يسافر إليها، وأن يكون ولي أمره مستعدا لاستضافة طالبة أو طالب في داره لنفس المدة التي سوف يقضيها ابنه خارج بلده.
وقد حدث أن، قامت مجموعة من الشباب الإسرائيلي بلغ عددهم 50 طالبا تحت رئاسة دفيد روزلين مدير العلاقات التربوية والعلمية في وزارة الخارجية الصهيونية حيث توجهوا إلى مصر لقضاء العطلة الصيفية هناك بين أعضاء الأسر المسلمة، كما استضاف الكيان الصهيوني مجموعة مماثلة من الشباب المسلم المصري لقضاء الإجازة الصيفية بين الأسر الصهيونية، وقد اتفق على ذلك أثناء محادثات إسحق نافون في أواخر عام 1980 بهدف تطبيع العلاقات.
ولكي تأخذ ترخيصا من الدول التي تريد إنشاء هذه النوادي فيها بأن تفهم هذه الدول بأن نشاطها ينحصر في تنمية الروح القيادية بين أفراد الشباب وكذلك غرس المثل العليا للأخلاق وبحث مشكلات المجتمع التعليمية والصحية، إلا أن هدفها الحقيقي هو إفساد الشباب المسلم أخلاقيا، وإبعاده عن دينه وعن عاداته وتقاليده، ونجدها عادة ماتستخدم الحفلات الغنائية الراقصة الماجنة في إفساد الشباب، وكذلك تشجعهم على شرب المسكرات وتختار لهم عوائل لاتلتزم بالأخلاق الإسلامية حيث يقضون إجازاتهم الصيفية فيما بينهم، ونجد مثالا حيا على ذلك ماأقامه الروترآكت بالإسكندرية حفلا ساهرا في نادي اسبورتنغ أحيته الفرقة الموسيقية بقيادة عمر خورشيد واستمر الحفل إلى بعد منتصف الليل وقد التقطت بعض الصور الخليعة لعضوات النادي بأوضاع غير أخلاقية وشبه عارية، كما يقوم النادي بأنشطة تشجع الشباب على الانحراف الخلقي حيث تقوم برحلات سياحية وترفيهية منحرفة لكي تشغلهم عن القضايا المصيرية التي تهم أمتهم وفي مقدمتها قضية فلسطين، وللأسف الشديد إن قضية فلسطين لاتحظى باهتمام كبير في معظم الدول العربية والإسلامية إذ نجد أن معظم المقررات الدراسية في كثير من الدول العربية والإسلامية تكاد تكون خالية من ذكر قضية فلسطين في جميع المراحل الدراسية، وأن قضية فلسطين لايعرف عنها شيء إلا عن طريق الأخبار والقنوات الفضائية، إضافة إلى أن الماسونية والصهيونية واليهودية العالمية يعملون جاهدين في نشر هذه النوادي وخاصة بين دول الطوق لكي يفسدوا الشباب ويبعدوهم عن تفهم القضية الفلسطينية وإيجاد شباب روتاري لكي يصل إلى درجة المسئولية في بلده ثم يقوم بتنفيذ المخططات الماسونية والصهيونية الخطيرة.
وقد انتشرت نوادي الروترآكت في الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه من الروتاري الدولي سنة 1961 ثم أخذت في الانتشار في جميع أنحاء العالم وعلى الأخص في فلسطين ومصر ودول الطوق الأخرى، وتهدف إلى السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وغرس الأخلاق الفاسدة بين الشباب وتسخير الشباب للتجسس على أوطانهم من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية، وقد أصدر الأزهر فتوى بتاريخ 25 شعبان 1405 مفادها تحريم الانتساب لهذه النوادي على المسلمين وعلى الحكومات في هذه الدول إذا أرادت أن تحافظ على أمنها القومي وعلى أخلاق شبابها وشاباتها ومسئوليها أن تقفل هذه النوادي ولا تسمح لأي ناد منها بالعمل داخل الدول العربية أو الإسلامية، ذلك لأنها ماهي إلا أداة للصهيونية والماسونية واليهودية العالية من أجل تحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات بشتى الوسائل، وعلى الحكومات العربية والإسلامية أن تعمل جاهدة في إزالة الخلافات فيما بينها لتكون وحدة يجمع بينهم اتحاد كالاتحاد الأوربي، فأوربا حتى وقت قريب كانت دولها تحارب بعضها بعضا واستطاعت أن تزيل هذه الخلافات مكونة اتحادا أوربيا قويا يضاهي اتحاد الولايات المتحدة، فاليوم لايحترم إلا القوي، وديننا الحنيف يحثنا على التعاون فيما بيننا ذلك لأن اعتمادنا على الولايات المتحدة لحل مشاكلنا وقضايانا فهذا كالعطشان الذي يجري وراء السراب وذلك كما لمستم في المقالات السابقة أن وكر الصهيونية والماسونية وجميع أندية الروتاري بأنواعها هي في الولايات المتحدة، فالولايات المتحدة ماهي إلا حصن للصهيونية العالمية، وسوف تلمسون ذلك أيضا في الحلقات القادمة، وإذا أردتم أن تحلوا مشاكلكم أيها المسلمون فاعتمدوا على أنفسكم بعد الله واتحدوا وبعد ذلك يكون الفرج.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر