الاثنين، 19 سبتمبر 2011

كيف تحكم أمريكا العالم ( 48- 51 )


كيف تحكم أمريكا – الحلقة (48)
تعرفنا في الحلقة السابقة على الاتحاد الصهيوني الأمريكي وأنا هنا أستعرض المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة لأبين للقارئ الكريم كيف وأن الصهاينة يعملون في الولايات المتحدة جماعات وفرادى منسقين فيما بينهم للتأثير والضغط على جميع الإدارات الأمريكية لصالح دولة إسرائيل حتى أضحت الولايات المتحدة هي دولة إسرائيل
، وأن إسرائيل هي التي تتحكم وتفرض رأيها على الإدارات الأمريكية، في حين أننا نحن المسلمون متفرقون بل توجد خلافات شديدة بين كثير من الدول، فمثلا نجد أن إيران لاتظهر حسن نوايا لدول الخليج، إذ نجد أن في البرلمان الإيراني ممثلا لدولة البحرين إذ يدعون أن البحرين جزءا من إيران كما أنها ترفض إحالة قضية جزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى إلى محكمة العدل الدولية لتحكم فيما بينها وبين دولة الإمارات كما أنها في عهد الشاه استولت على إمارة الأهواز العربية التي كان لها أمير خاص بها الأمر الذي جعل دول الخليج تهاب من سطوتها، وأنا أنصح المسئولين في إيران وعلى رأسهم سماحة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أن يبين حسن نوايا دولته للدول المجاورة لكي يتم الاتفاق وإزالة الخلافات التي فيما بين دولته ودول الخليج العربي حتى تكون هناك نواة للوحدة الاقتصادية وعقد حلف مشترك مع جميع الدول الإسلامية حتى تصمد أمام النفوذ الأمريكي والغربي، فعدونا يعمل بشتى الوسائل في ذرع الفرقة فيما بيننا وعلينا أن ننتبه إذ رأينا كيف وأن منظماته تعمل ليل نهار في مساعدة دولة إسرائيل، فقد ذكرت عددا منها في المقالات السابقة وسأبين في المقالات اللاحقة المنظمات الأخرى التي لم يشملها البحث لكي أبين مدى شراسة عدونا وتصميمه على إقامة دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات وفيما يلي سوف أوجز بعضا منها:
6/ ماداسا: وهي منظمة صهيونية يهودية تعني بالعبرية شجرة الريحان، تأسست عام 1912 وتعتبر أكبر منظمة صهيونية نسائية في العالم إذ نجد أن عدد أعضائها بلغ 370 ألف عضوه وتهدف هذه المنظمة إلى تعميق الفهم الصهيوني بين طلبة وطالبات اليهود بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تهدف إلى تحسين الوضع الصحي في المستوطنات اليهودية في دولة إسرائيل، وبدأ نشاط هذه المنظمة في فلسطين في عام 1913 ولم ينتشر ويكبر نشاطها إلا في عام 1918 حيث كانت ترسل ممرضات لتمريض المهاجرين اليهود في فلسطين.
وبدأت بعد ذلك في أخذ أمم جديد باسم منظمة ماداسا الطبية حيث أخذت تنشئ  المستشفيات والمراكز الطبية لمعالجة اليهود المهاجرين إلى فلسطين كما قامت في عام 1936 بإنشاء مركز ماداسا الطبي بالجامعة العبرية كما قامت بفتح المدارس ومعاهد التدريب المهني ومراكز رعاية الطفل وتدريب الممرضات كما قامت بالتعاون مع الصندوق القومي اليهود برعاية عشرين مشروعات للصندوق كل ثلاثة سنوات كما نجدها قامت بمساهمة فعالة في إنشاء وزراعة مئات الألوف من الدونمات، وتعمل ماداسا أيضا على مساعدة تهجير الشباب اليهودي إلى فلسطين حيث قامت بتهجير وتوطين 135 ألف شاب يهودي في فلسطين وأنفقت من عام 1935 إلى عام 1970 نحو 60 مليون دولار في هذا المجال.
وتعتبر ماداسا من أكبر المنظمات التي تساهم في مساعدة الشباب في الهجرة إلى فلسطين وترصد 40% من الميزانية التي يحتاجها الشباب اليهودي للهجرة، ويتركز نشاطها في الولايات المتحدة لتأصيل الفكر الصهيوني والتراث اليهودي وتعليم اللغة العبرية للطلبة اليهود في الولايات المتحدة، قبيل إنشاء دولة إسرائيل كانت تهيئ الرأي العام الأمريكي لمولد دولة إسرائيل بفلسطين وتقنعهم بأن فلسطين لليهود، أما الآن فإنها تقوم بجمع التبرعات لتمويل برامج المنظمة في دولة إسرائيل.
انظر ياأخي كيف وأن جميع المنظمات اليهودية السالف ذكرها تقوم بجمع التبرعات وإجبار الإدارة الأمريكية لتمويل إسرائيل بمليارات الدولارات كل عام إلى دولة إسرائيل وفي نفس الوقت هذه الدولة الديمقراطية وقفت بكل قواها أمام الجمعيات الخيرية الإسلامية بإيقاف نشاطها وتقديم المساعدات إلى الفلسطينيين وغيرهم بحجة أن هذه المنظمات تمول الإرهاب وهم الإهاربيون الذين قاموا بمجازر عدة في فلسطين وغير فلسطين، لندرك مدى ظلم الديمقراطيات الحديثة حينما تتحكم في زمام الأمور في العالم.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (49)
رأينا في الحلقة الماضية كيف وأن المنظمات اليهودية تعمل بحرية تامة في جمع التبرعات والقيام بأنشطتها المختلفة ولو أدى ذلك بالضرر إلى المجتمع الأمريكي، في حين أن الجمعيات الخيرية الإسلامية حظر على نشاطها وقفلت جميع فروعها في الولايات المتحدة وجمدت أرصدتها في البنوك الأوربية والأمريكية، كل هذا حدث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهذا مما يثبت أن المخطط الرئيسي والمنفذ لها هو دولة إسرائيل، ذلك لأنها هي المستفيد الأول والأخير في استغلال هذه الأحداث لصالحها، إذ إن الرأي العام العالمي كان مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، كانوا يؤيدونها، وبعد هذه الأحداث استطاع الصهاينة بما لديهم من وسائل إعلام أن يقلبوا ظهر المجن على الإسلام والمسلمين، وكرَّهوا العالم الغربي في الإسلام والمسلمين وبالتالي الشعب الفلسطيني، واستطاعوا أن يوقفوا انتفاضته الثانية وأن يوقفوا أنشطة الجمعيات الخيرية الإسلامية وبالتالي بتجفيف مصادر التمويل للشعب الفلسطيني، وقد استغلوا دولة الولايات المتحدة في تنفيذ مآربهم إذ قام بوش بغزو أفغانستان والعراق وسمح لهم ومولهم بالمال والسلاح لضرب لبنان وغزة، فهذه الدولة التي تدعي أنها رائدة الحضارة وراعية حقوق الإنسان وتضم هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، هي التي قضت على الإنسان الهندي الأحمر في أمريكا الشمالية وتريد أن تقضي على الإنسان العربي المسلم وتهجيره من بلاده وأرضه ووطنه ليقيم مشتتا في العالم، وتجمع يهود العالم الذين لاصلة لهم بفلسطين لكي يهاجروا إلى فلسطين.
فأي عدالة هذه التي تقيمها أرقى ديمقراطيات العالم كما يدعون اليوم، والكل يشدو بها فيطلب من دولنا الإسلامية أن نطبق هذا النظام في بلادنا وننسلخ من حكوماتنا الإسلامية التي هي مصدر من مصادر عقيدتنا ولا يتم ديننا إلا بتطبيق الحكومات الإسلامية، وتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية فيها حتى يتم العدل والرقي في دولنا، أما تحت ظل الديمقراطيات فإننا نصبح تحت حكم أصحاب رؤوس الأموال والشركات واللوبيات الضاغطة على الحكومات كي توجهها حسب مصالحها لا حسب مصالح أغلبية الشعب، كما هو عليه الحال اليوم في جميع دول العالم الديمقراطية.
وحينما نرجع إلى منظمة هاداساه اليهودية الصهيونية نجدها أنها منظمة مسجلة كمنظمة دينية الأمر الذي يعفيها من الضرائب وتقديم تقرير سنوي عن نشاطها في حين أنها لاتمت إلى الدين بصلة ومن أهم ماتقوم به هاداساه هو إقامة المشاريع الطبية وغير الطبية في دولة إسرائيل، وهي عضو في الاتحاد الصهيوني العالمي، كما أن لها تمثيل كمراقب في البعثة الأمريكية للأمم المتحدة، ولها تمثيل صفة غير حكومية في هيئة الأمم المتحدة.
ومنذ عام 1982 اتجهت إلى تسجيل منظمتها كمنظمة عالمية كي تستطيع فتح فروع لها في جميع أنحاء العالم، وقد استطاعت أن تجمع أكثر من 49 مليون دولار سنويا أنفقتها في مشاريع طبية داخل دولة إسرائيل.
5) رابطة الصهاينة الإصلاحيين في الولايات المتحدة: يرجع تأسيسها إلى عام 1977 واختصارها أرتسا يعني بالعبرية إلى الوطن، كان أعضاؤها في الأساس ضد الصهيونية إلا أنهم أضحوا بعد ذلك من مؤيدي دولة إسرائيل في عام 1977 أصبحت منظمة رابطة الصهاينة الإصلاحيين عضو في الاتحاد الصهيوني العالمي، إذ أضحت الرابطة اتحادا صهيونيا دوليا حزبيا، إذ أرسل في عام 1978 تسعة مندوبين عنها لهم حق التصويت في المؤتمر الصهيوني العالمي، ومن أهم أهدافها هو حماية أمن إسرائيل وتشجيع الهجرة إليها والسياحة ورفع مستوى المعيشة لدولة إسرائيل وهي تعمل جاهدة كلوبي عامل قوي لدى الكونغرس والإدارة الأمريكية للتأثير عليها في صالح دولة إسرائيل، وتنتمي رابطة الصهاينة الإصلاحيين إلى إحدى الجماعات الدينية العبرية الأمريكية، وهي عضو في الاتحاد الصهيوني الأمريكي وهي عضو أيضا في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، وقد بلغ عدد أعضائها إلى أكثر من 170 ألف عضو.
6) الرابطة الدولية للمنظمات الصهيونية الإصلاحية: واختصار اسم هذه المنظمة أرسينو Artzeinu وتعني باللغة العبرية (أرضنا) وقد تم الاعتراف بها رسميا من قبل المنظمة الصهيونية، وهي تعتبر من اللوبيات التي تساهم مساهمة فعالة في مساعدة دولة إسرائيل لدى الكونغرس ووزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون كما تقوم بجمع التبرعات لصالح دولة إسرائيل.
7) مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق الرفاه: يرجع تأسيس هذا الاتحاد إلى عام 1932 ومن أهم مهامه جمع التبرعات والأموال لصالح دولة إسرائيل ونشاطه لايقتصر على الولايات المتحدة بل يمتد إلى كندا وقد بلغ مجموع التبرعات في عام 1978 نحو 47 مليون دولار ثم قفز إلى 581 مليون في عام 1981 ثم وصل إلى 720 مليون دولار في 1987.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (50)
رأينا في الحلقة الماضية كيف وأن مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق الرفاه مبالغ جمع التبرعات أخذ يتصاعد حتى وصل إلى 720 مليون في عام 1987 ولم تتوفر لدي إحصاءات بعد هذا العام، وعلى كل فإن جمع التبرعات بالطبع أخذ في التزايد، ويمكننا القول أنه وصل إلى مليارات الدولارات في العام الواحد، وأخذ نشاط هذا الاتحاد يتسع حتى أضحى وكالة تخطيط مركزية للاتحادات تقوم بالإشراف على الميزانية والتفتيش كما تقوم بعمل كهيئة استشارية تقدم النصح والإرشادات للاتحادات والمنظمات اليهودية، كما يقوم هذا الاتحاد بتقديم الأموال اللازمة لمعظم الاتحادات والمنظمات اليهودية، ومن أهم نشاط هذا الاتحاد هو جمع الأموال وتقديمها لدولة إسرائيل سواء للمهاجرين أو المقيمين أو الحكومة، كما يقدم حوالي 30% من المبالغ التي تتجمع لديه لسد الاحتياجات الداخلية ليهود الولايات المتحدة وعلى الأخص في التعليم والصحة، وهو إلى جانب أنه يعتبر من أهم المنظمات الداعمة لدولة إسرائيل ماليا، فإنه يعمل أيضا بقوة على التأثير على الإدارة الأمريكية لصالح دولة إسرائيل، ويعتبر تجمع هذا الاتحاد هو التجمع الثاني في الضخامة بعد تجمع إيباك.
8) المجلس الاستشاري القومي للعلاقات الطائفية اليهودية: يرجع تأسيس هذا المجلس إلى عام 1944 لمواجهة النشاطات الزائد في الولايات المتحدة ضد اليهود ويضم هذا المجلس 11 منظمة يهودية قومية و 111 منظمة محلية، ولم يضف اسم يهودية إلا في عام 1968 ويعتبر من أهم نشاط هذا المجلس أنه يقدم النصح والإرشاد إلى المنظمات اليهودية المنضمة إليه، كما يقوم بوضع خطة البرامج المشتركة مع المنظمات بناي بريث، مادسا، واللجنة اليهودية الأمريكية والمؤتمر اليهودي الأمريكي، وتهتم الخطة بوضع استراتيجيات لمساعدة دولة إسرائيل، سواء عن طريق جمع التبرعات أو عن طريق الضغط بواسطة المنظمات اليهودية على الكونغرس وعلى الإدارة الأمريكية لصالح إسرائيل وضد العرب، كما يعمل على التصدي للأصوات المناصرة للعرب داخل الكونغرس والكنائس والجامعات وجميع القطاعات المختلفة وبعد حرب عام 1973 كثف هذا المجلس نشاطه وعمل تنسيقا متينا بين المنظمات التي يحتويها هذا المجلس، وهي بالإضافة إلى ماذكر سابقا لجنة العمال اليهودية، وقدامى المحاربين اليهود، المجلس القومي للنساء اليهوديات، واتحاد الجماعات الدينية العبرية الأمريكية، والمعابد اليهودية المتحدة في أمريكا، والعصبة النسائية القومية اليهودية المحافظة، وعصبة مناهضة الافتراء.
9) اللجنة اليهودية الأمريكية: وهي تعتبر من أقدم الجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة ويرجع تأسيسها إلى عام 1906م وسبب تأسيسها هو الدفاع عن الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة من الناحية الدينية والحقوق المدنية، كما تقوم بالدفاع عنهم بتحقيق المساواة والعدالة مع بقية الجاليات في الولايات المتحدة، إذ كانت في تلك الفترة سمعة اليهود منحطة، والأقليات اليهودية كانت تعاني من ازدراء وتحقير الجاليات الأخرى لها، كما كانت تمارس هذا النشاط خارج الولايات المتحدة وذلك في إنقاذ الجاليات اليهودية من كوارث الحروب والمجاعات والأمراض وخلافه، وقد تم تأسيس هذه اللجنة من قبل البورجوازيين الألمان اليهود أمثال لويس مارشال وجاكوب ستيف، وأوسكار استراوس ومايسر سوتزبرجر، وجوليوس روزنفالد، وكان جل اهتمامهم في بادئ الأمر مساعدة اليهود الفقراء المهاجرين من شرق أوربا من الناحية الاقتصادية ومساعدتهم في تعليم أبنائهم حتى ينخرطوا في المجتمع الأمريكي متساويين مع الجاليات الأخرى، ومن أهم وأبرز مهام هذه اللجنة هو مساعدة المهاجرين اليهود إلى فلسطين إذ أرسلت مساعدات إلى المستوطنين اليهود في فلسطين عن طريق لجنة المعونة اليهودية، ومن أبرز أعضائه المتحمسين في مساعدة اليهود المهاجرين إلى فلسطين هو لويس مارشال، وبالرغم من أن هذه اللجنة عارضت الصهيونية في بادئ أمرها إلا أنها تصهينت في عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ أنها وجدت أن الصهيونية هي التي تحمي دولة إسرائيل، وقيام دولة في المشرق العربي من النيل إلى الفرات تحكم من خلالها الامبريالية اليهودية العالم، كما أنها أيدت قرار تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب في سنة 1947 وبعد عام 1967 قد زاد نشاط هذه اللجنة في مساعدة دولة إسرائيل، إذ أضحت إحدى اللوبيات الضاغطة لدى الكونغرس والإدارة الأمريكية لصالح دولة إسرائيل، وهي تعتبر من المنظمات اليهودية الصغيرة ولا يتعدى عدد أعضائها 50 ألف إلا أن أعضائها من الشخصيات الثقيلة في ميزان الرأسمالية ولهم تأثير فعال على الإدارة الأمريكية، إذ لها ذراع فعال وعلى الأخص على السلطة التنفيذية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية مشاركة الكونغرس إلى منظمة إيباك حيث إن هذه المنظمات تنسق فيما بينها وكل منظمة تركز نشاطها على جهة معينة.
والجدير بالذكر أن اجتماعات هذه المنظمة يحضرها أعضاء من الحكومة الإسرائيلي وكذلك شخصيات مهمة من الحكومة الأمريكية حيث تقوم بتوزيع برامجها السياسية على الحضور في هذه الاجتماعات.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (51)
في الحلقة الماضية توقف بنا الحديث عن اللجنة اليهودية الأمريكية وقلنا إن نشاطها يتركز على مساعدة إسرائيل من خلال السلطة التنفيذية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية كما أنها تقوم بعمل دراسات واستطلاعات للرأي لمساعدة إسرائيل ومعرفة موقف الرأي العام الأمريكي تجاه اليهود، وكذلك لمعرفة الرأي العام الأمريكية تجاه الأحداث بين إسرائيل والدول العربية مثل حرب لبنان وتزويد بعض الدول العربية بالسلاح الأمريكي، وحرب غزة، وكذلك الآن في أسطول الحربية لمعرفة الرأي العام الأمريكي تجاه إسرائيل والتصرف بخطى حثيثة في إقناع الرأي العام الأمريكي وتوجيهه في صالح دولة إسرائيل، وذلك لما تمتلكه من وسائل إعلام مختلفة حيث تمتلك شبكة واسعة من المجلات والمنشورات والمذكرات أهمها مجلة كومنتري وبرزنت تنس وكذلك المنشورات المختلفة حيث تقوم بتوزيعها على كبار الشخصيات الأمريكية والوزارات وكلها في صلبها تدافع عن ماتقوم به إسرائيل من عربدة ومجازر في فلسطين ولبنان والدول العربية الأخرى، وهذه المنظمة معنية من الضرائب ولها مكاتب في دولة إسرائيل وفرنسان والبرازيل والمكسيك.
10) المؤتمر اليهودي الأمريكي: انبثقت هذه المنظمة من المؤتمر اليهودي الأمريكي السابق ذكره في عام 1915 ويهدف هذا المؤتمر إلى حماية حقوق اليهود الدينية والمدنية وكذلك مساندة إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، وسبب انبثاق هذا المؤتمر وانفصاله عن اللجنة اليهودية الأمريكية السالف ذكرها إذ كانت هذه اللجنة في بادئ الأمر كما أسلفنا تعادي الصهيونية في حين أن المنفصلين عنها والمكونين لهذا المؤتمر كانوا صهاينة ويشجعون الصهيونية عقيدة ومبدءا، وقد استطاعت في عام 1922 أن تكون منظمة يهودية صهيونية مستقلة تحت قيادة الحاخام ستيفن وايز، وقد نجح المؤتمر في تنظيم المؤتمر اليهودي في عام 1943 الذي انبثق عنه مؤتمر الكومنولث اليهودي في فلسطين، وكان من أبرز المنظمين للمؤتمر اليهودي العالمي عام 1936 كما قام بنشاط كبير في إقناع الرأي العام الأمريكي بقيام دولة إسرائيل سنة 1948م ويعمل هذا المؤتمر جاهدا في تنمية المساعدات الأمريكية لدولة إسرائيل من الناحية المالية، وكذلك من الناحية الأمنية، كما يعمل هذا المؤتمر جاهدا لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي بأن العرب هم سبب رفض السلام في المنطقة وأن إسرائيل هي الدولة المظلومة والمعتدى عليا.
انظر ياأخي كيف وأن المنظمات اليهودية تستخدم جميع الوسائل حتى أنها تكذب وتخلق أساطير لا وجود لها من أجل إقناع الرأي العام الأمريكي بمساعدة إسرائيل وحمايتها، وهذا ناتج عن قصور في نشاطنا الإعلامي، وكان من الواجب علينا وخصوصا بعد وجود الأقمار الصناعية أن توجه قنوات تلفازية إلى أمريكا الشمالية والجنوبية وإلى شرق وغرب أوربا وإلى الصين واليابان بلغاتهم المختلفة لكي نشرح ونوصل الحقيقة عارية من الكذب عن  مشكلتنا مع إسرائيل حتى يتفهم الرأي العام العالمي ولا نترك الميدان للمنظمات اليهودية الصهيونية لتصول فيه وتجول. كما يقوم المؤتمر اليهودي بمساعدة المهاجرين من اليهود السوفييت إلى فلسطين، كما يقوم هذا المؤتمر بالدعاية إلى دولة إسرائيل وإقناع الرأي العام الأمريكي بأن دولة إسرائيل هي الجناح الذي يستطيع مساعدة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبسط نفوذ الولايات المتحدة عليه وهذا غير صحيح، ذلك لأن مساعدة الولايات المتحدة لدولة إسرائيل أكسب الأولى عداد سكان المنطقة بأجمعهم وأن إسرائيل أخذت تكلف الولايات المتحدة فوق طاقاتها، إذ بتنفيذ رغبات الصهاينة اشتعلت عدة حروب في دول الشرق الأوسط تسببت بقتل الآلاف من أبناء مواطني الولايات المتحدة، كما أنه بلغت ديون حكومة الولايات المتحدة أكثر من 13 ترليون دولار وأغلقت أكثر من مائتي بنك، وأن عدد الشركات التي أفلست لم يشهد نظير في تاريخ الولايات المتحدة كل هذا حدث من أجل مساعدة دولة إسرائيل الأمر الذي سوف يجعل الولايات المتحدة دولة عظمى لاتستطيع التأثير على مجريات الأحداث العالمية، وذلك من أجل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بسبب مساعدة دولة إسرائيل.
وحينما نعود بالكلام عن المؤتمر اليهودي السالف ذكره نجد أن نشاطه يمتد ليكون سندا لدولة إسرائيل في التأثير على الإدارة الأمريكية ومد قبول تأثير البترول العربي في الضغط على الإدارة الأمريكية كما يقوم بنشاط فعال مع منظمة مؤسسة الرؤوس اليهود في مساعدة دولة إسرائيل لدى الجهات المختلفة في الولايات المتحدة.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
فاكس 8266752

ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر