الاثنين، 19 سبتمبر 2011

كيف تحكم أمريكا العالم ( 61 - 70 )


كيف تحكم أمريكا – الحلقة (61)
تكلمنا في الحلقة الماضية عن مخطط إسرائيل تجاه الدول العربية وخصصت بالذكر في هذه المقالات عن السودان، وتوقف بنا الحديث عن ذكر ماقاله الكاتب في مجلة Arabies (مارك يارد) وفي هذه الحلقة نجد أن المذكور يستطرد قائلا:
إن سبب تدخل إسرائيل في إفريقيا وعلى الأخص جنوب السودان هو حصار مصر والتحكم في مياه أعالي النيل، حيث إن حكومة السودان متعاطفة مع الشعب المصري ولا يكمنها أن تتصرفي مياه النيل، كما يسيئ إلى مصر، ولكن إسرائيل تريد قيام دولة في جنوب السودان يمكنها التحكم في مياه النيل بما يسيئ إلى مصر وذلك من أجل خنق مصر ورضوخها إلى اتفاقية السلام الموقعة بينها وبين إسرائيل، وإذا حاولت التملص منها فإن لإسرائيل وسائل يمكنها أن تجبر مصر للرضوخ إلى شروطها بالاستمرار في اتفاقية السلام والتعاون مع إسرائيل ضد الفلسطينيين.
ونجد أن الكاتب الفرنسي (بياربيان) يقول متسائلا: لماذا التركيز على السودان؟
ويجيب على ذلك قائلا: إن إسرائيل تعتبره واحدا من الدول الأكثر خطورة بسبب مساحته وخيراته الباطنة، ومن أجل هذا يجب أن تعمل إسرائيل على إشغال الخرطوم بحدودها وعلى الأخص من الناحية الجنوبية، وذلك بتشجيع الحركات الانفصالية في الجنوب، ومن هنا وضعت خطة لكي تتسلل إلى جنوب السودان، عرف بالتحالف الدائري لتكون تحالفا مع الدول المجاورة للدول التي تعتبرها خطيرة، ولذا فإن إسرائيل تحالفت مع أثيوبيا وأوغندا وأرتيريا، وأضحت أوغندا مهمة جدا في الخريطة الإستراتيجية لإسرائيل.
كما نجد قبيل أيام قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (عاموس يدلين): (لقد أنجزنا في السودان عملا عظيما للغاية فقد نظمنا خطا لإيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودربنا العديد منهم، وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم، ونشرنا في الجنوب ودار فور شبكات رائعة وقادرة للاستمرار في العمل إلى مالا نهاية، ونشرف حاليا على تنظيم الحركة الشعبية هناك، وشكلنا لهم جهازا أمنيا استخباراتيا).
كما نجد الكاتب الفرنسي (بياربيان) يستطرد قائلا في كتابه: إنه حاول أن يبرهن في السودان ماهو لا لعبة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبريطانيا لتشجيع التمرد ولو أني لم أر مايبرر هذا التمرد، ولكن لانستطيع أن نفهم مايجري إلا أن نفسره بلعبة الأمم الكبيرة في السودان.
وحينما نحلل لعبة الأمم وعلى الأخص الولايات المتحدة وإسرائيل نجد أن (قولدا مائير) حينما كانت وزيرة للخارجية الإسرائيلية قالت: (إن إضعاف الدول العربية الرئيسية واستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلام عناصر المنعة لدينا في إطار المواجهة مع أعدائنا).
ولكي يضعوا الدول العربية فما عليهم إلا أن يتسللوا إلى الأقليات الموجودة بها ومن ضمنها جنوب السودان، وبعض الموارنة في لبنان، وبعض الأكراد في شمال العراق، ونود أن نلفت الانتباه بأن نلمح أي دور الولايات المتحدة في لعبة الأمم والذي هو نتاج تأثير اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ نجدهم استغلوا وجود (جون قرنغ) في الولايات المتحدة بعد نيله شهادة الماجستير حيث وظفته CIA وأعدته الإعداد الكامل وسلمته إلى إسرائيل حيث تدرب هناك وكان على اتصال تام بإسرائيل، إذ كان تمده بالسلاح والمعدات وكان كثيرا ما يشكرها في خطبه، لذلك نجد الصلة الوثيقة بـ (سالفا كير) وحكومة بوش وبينه بعد وفاة (جون قرنق) إذ نجد أن وزيرة الخارجية هليري كلنتون تقول: (إن الاستفتاء قنبلة موقوتة) إذ نجدها تمسك العصا مرة وتهدد الخرطوم ثم تمسك الجزرة في اليد الأخرى وتغري الخرطوم بأنه إذا تمت عملية الاستفتاء وصولا إلى الانفصال الذي برأيها بات حتميا فإنها سوف ترفع العقوبات عن الخرطوم وتمحوها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ثم نجد أن (مارك يارد) يقول: إن السودان بالنسبة للولايات المتحدة مهم من عدة نواحي إذ يتكون من 2 مليون كليو متر مربع تحتوي على ثروات طبيعية جمة مثل البترول والذهب واليورانيوم، ويقع بين دول مهمة في العالم العربي والإفريقي، وهو يعتبر مفترق طرق بين هذه الدول، وكانت الولايات المتحدة تخشى أن تصبح الخرطوم ملجأ إسلاميا دوليا، حيث إن الخرطوم استقبلت أسامة بن لادن بعد أن نزعت الحكومة السعودية الجنسية عنه).
وذكر (بيار بيان) بأن حينما فشلت الولايات المتحدة لتكوين حلف مقدس بين أثيوبيا وأرتيريا وأوغندا ورواندا وزائير لإسقاط نظام البشير في الخرطوم وركزت على أوغندا ورئيسها (يوري موسديني) حيث توجد حدود مشتركة مابين أوغندا وجنوب السودان، وانطلاقا من هذه الحدود بدأت تحركات زعزعة استقرار الجنوب بغية فصله منذ عام 1983 أي حين بدأ نشاط التمرد فإن إسرائيل ثم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية فهمت أنه أصبح شخصا مهما ويمكن أن يأخذ السلطة فشجتعه وبات منذ ذلك رجل المنطقة والحليف الأفضل للدول الثلاثي أي إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة وكان أحد أهم الأهداف مراقبة الخرطوم وتشجيع حركات التمرد في جنوب السودان.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (62)
رأينا في الحلقة الماضية أن كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ماضيتان في السعي إلى تقسيم السودان جنبا إلى جنب مع إسرائيل، إذ نجد أن (بيار بيان) ينقل عن مستشار الرئيس السوداني د. غازي صلاح الدين قوله: إن جون قرنق تلقى طويلا الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وإن المبعوث الأمريكي (بوجيروينتبر) هو أحد المحافظين الجدد، وهو أصولي وعمل على مشروع اسمه (أفريقيا الجديدة) وهو خلق الكثير من مشاكلنا، كما أنه هو أخطر شخصية على السودان، كما يقول محمد الملا مسئول الاستخبارات السودانية أن روجيرونتر كان يقوم بتنظيم اللقاءات بين جون قرنق ومتمردي دار فور، كما أنه ارتبط بعلاقات قوية مع الموساد الإسرائيلي، كما عمل جاهدا على تنشيط اللوبيات اليهودية تجاه الخرطوم، وكان حريصا على لقائه مع الحركة الشعبية.
ويقول قطبي المهدي المسئول السابق للاستخبارات السودانية أن (روجيرونتر) كان مستخدما من قبل اللوبيات المقربة من إسرائيل لبث الدعايات ضد السودان عبر التلفزة ومن خلال الأمم المتحدة قبل أن ينضم إلى الإدارة الأمريكية، حيث كان ونتر يقوم بتظيم لقاءات صحفية متحدثا فيها في وسائل الإعلام المختلفة وأمام الكونغرس الهدف منها الضغط من قبل حكومة الولايات المتحدة على نظام الخرطوم، إذ نجد أن رئيس رواندا يصف ونتر حينما منحه أعلى الأوسمة في بلاده بأن ونتر مستشار متطوع لجون قرنق في جنوب السودان، وبطل الحركة الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرجع سبب كره الولايات المتحدة وإسرائيل للنظام القائم الآن في السودان كما يقوم (مارك يارد) أن نظام الخرطوم يعتبر نظام متعاطف مع الفلسطينيين وعلى الأخص مع حركة حماس في غزة.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (63)
رأينا في الحلقة الماضية كيف وأن اللوبيات اليهودية خططت على الحكومة الأمريكية وأجبرتها بالتدخل على مساعدة الجنوبيين في تزويدهم بالسلاح من أجل الانفصال عن الشمال، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نجدهم تحولوا إلى دار فور من أجل إشعال الفتنة هناك، إذ نجد أنه في 22 يوليو عام 2004 أي بعد ثمانية أيام على الاجتماع العاجل لمنظمي أنقذوا دار فور أصدر مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيي بيانات مشتركا يتحدثان فيه عن مجازر جماعية تقوم بها الخرطوم في دار فور، وفي 16 أغسطس 2004 أطلقت مؤسسة (يادفاشيم) ذكرى المحرقة نداء من القدس لوقف المجازر في دار فور، وفي 9 سبتمبر 2004 يعلن كولن باول في واشنطن أن مجازر جماعية تقع في دار فور مما يسمح لواشنطن بالتدخل في السودان، وفي اليوم نفسه دعمت واشنطن قرارا في مجلس الأمن يفرض عقوبات على الشركات النفطية العاملة في السودان.
انظر ياأخي كيف وأن الظلم من مجلس الظلم ومن أكبر دولة تدعي أنها راعية الحرية والعدالة والديمقراطية في العالم تزود مواطني دار فور بالسلاح وتحثهم على الثورة ضد الحكومة الوطنية في البلاد، وحينما تقوم الحكومة الوطنية في البلاد بإخماد الثورة وضحد الفتنة تقوم الولايات المتحدة بإشعال نار الفتنة التي يؤججها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة من أجل صب الزيت على النار، وتهويل الحالة وتصويرها بأنها مذابح قد ارتكبت بغير حق، وهل من المعقول أن الحكومة المركزية حينما يقوم مواطنوا أي بلد في العالم بإشهار السلاح ضد الحكومة وضد مواطني الدولة فهل الحكومة المركزية تجاه هذا التصرف تقابلهم بالترحاب والعناق؟ أم تشهر السلاح ضد من أشهر السلاح أمامها؟ ولكن نجد أن حكومة الولايات المتحدة حينما ارتكب شارون مذابح صبرا وشاتيلا وهو يعتدي على أناس آمنين لم يرفعوا السلاح أمامه، وسأتكلم عنها تفصيليا في حلقات لاحقة، وكذلك (يهو ألومرت) حينما ارتكب مذابح في لبنان عام 2006 وقتل من المواطنين الأبرياء منا لأطفال والشيوخ والنساء أكثر من 1600 شهيد، وكذلك في غزة أكثر من 2000 شهيد، وهدم المدارس والمستشفيات والمساجد لم نجد حكومة الولايات المتحدة تحرك ساكنا، بل غضت الطرف وكأنه لم يحدث شيء، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل نجد أن الحكومة الولايات المتحدة دمرت الطرق وقتلت أكثر من مليون شهيد ورملت أكثر من مليون امرأة ويتمت أكثر من مليون طفل وشردت أربعة ملايين عراقي وعذبت الآلاف في سجون أبو غريب دون وجه حق، وكذا الحال في أفغانستان وفي غوانتانامو، وحينما تقوم حكومة الخرطوم بإخماد ثورة في إقليمها تقوم الدنيا ولا تقعد، هذا نتيجة الظلم الذي ترتكبه حكومة الولايات المتحدة نتيجة لسيطرة اللوبيات اليهودية عليها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ نجد في 22 سبتمبر 2004 يطلب اثنان من المحافظين الجدد المنتمين إلى مشروع القرن الأفريقي الجديد وهما (وليان كريستون) و (فانس سيرنتك) يطالبان بالتدخل العسكري ضد الخرطوم، وفي 16 ديسمبر 2004 تؤكد صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية توقف اثنين من الإسرائيليين بتهمة نقل أسلحة إلى متمردي دار فور، وفي اليوم نفسه تعلن صحيفة (جيروزاليم بوست) أن إسرائيل وللمرة الأولى ترسل مساعدات إنسانية إلى السودان من خلال انضمامها إلى عدة مجموعات يهودية أمريكية، وفي 15 ابريل 2006 ثم تمويل التظاهرة لإنقاذ دار فور واستئجار سيارات لنقل المشاركين في التظاهرة الكبيرة في 30 إبريل في واشنطن لإنقاذ دار فور والتي حملت شعار Save Darfur وفي 12 مارس 2007 يعلن بنيامين نتياهو أمام الإيباك أن أكبر جريمة تعرضها الإنسانية تحصل الآن في السودان ولا يوجد أي سبب يمنعنا من جمع قوانا لمنع عمليات القتل في دار فور، وفي 29 مايو 2007 تعلن وزيرة الخارجية الإسرائيلية (تسيبني ليفني) أن إسرائيل لايمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام عذابات سكان دار فور، وفي 13 إبريل تعلن حركة تحرير السودان أنها فتحت في تل أبيب مكاتب لها.
انظر ياأخي كيف وأن ارهابيو الصهاينة يدافعون عن دار فور وهم يرتكبون أكبر الجرائم في فلسطين، فهل هذا التعاضد مع دار فور حبا في أهل دار فور أم لإشعال نار الفتنة والفرقة بين مواطني السودان من أجل تقسيمه وإضعافه وتأمين الأمن القومي لدولة إسرائيل؟ لأن السياسة الإسرائيلية في بقاء دولة إسرائيل على قيد الحياة هو تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات متناحرة متحاربة متفرقة، وهنا يمكن بقاء دولة إسرائيل على قيد الحياة.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (64)
رأينا في الحلقات الماضية كيف وأن الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا يعملون جاهدين على تقسيم السودان، وذلك من أجل إضعافه وإشغاله بالفتن الداخلية وتقسيمه إلى دويلات جنوب وشرق وغرب وشمال، متناحرة متنافرة، وبث العداوة بين هذه الدويلات، وذلك من أجل بقاء دولة إسرائيل على قيد الحياة، والأمر لم ينته عند هذا الحد بل لإسرائيل أطماع في مياه النيل إذ نجد أن لإسرائيل 800 خبير مائي في منابع النيل، إذ نجد أن (ابن غوريون) حينما ألقى خطابا في الكنيسة في عام 1952 قال: (حينما نحن نذهب إلى إفريقيا لم نذهب هباء ولكن هدفنا المياه، وحينما ندفع المعونات هناك فإنما نهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وكسبا لمياه نهر النيل)، ومن هنا ندرك أن وجود إسرائيل في منابع النيل من خمسينيات القرن الماضي، وكما هو معلوم لدينا أن أصابع اليهود خفية تلعب في الظلام إذ فوجئنا ببناء سد (تاكينري) والذي يبلغ ارتفاعه 188 مترا ويعتبر تمويل هذا السد مخالفا للقوانين الدولية، لذا امتنع البنك الدولي عن تمويله، ولكن مول خفاءا، وقامت شركة (بيكتم) الأمريكية بالتصميم وقامت الصين بتنفيذه، إذ نجد في صحيفة المستقبل اللبنانية وفي عدد 20 اكتوبر 2010 خبرا مفاده (أن إسرائيل تقوم بتمويل وإنشاء خمسة سدود لتخزين مياه النيل في تنزانيا ورواندا وذلك في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي (افيدور ليبرمان) إلى دول الحوض).
ونجد أن الخبير الإسرائيلي (آرنون شوفير) في كتابه (صراعات المياه في الشرق الأوسط): إذ نجده يقوم: (بوجود مصلحة إسرائيلية من حدوث أزمة مياه في مصر لأن ذلك سيؤدي إلى تحجيم دورها في المنطقة). إذ نجد أن مصر قد تلقت عرضا من حكومة إسرائيل تتوسط فيه لإنهاء الخلافات بينها وبين دول المنبع مقابل موافقة مصر على إقامة إسرائيل مشايع مياه في أثيوبيا، وكان رد مصر سريعا بأن مياه النيل يجب أن لاتتجاوز حدود مصر.
وكما هو معلوم لدينا أن لدى إسرائيل نوايا توسع في المنطقة وذلك بجلب مزيد من اليهود إليها، فهي تحتاج إلى مياه الأنهار العربية من أجل سد احتياجاتها في التوسع، كما لديها احتياجات مياه للتنمية الزراعية والصناعية، وهي تسعي جاهدة في جلب قناة من مياه النيل إلى إسرائيل واستطاعت أيام الرئيس السابق أنور السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد أن تحصل على خطاب منه بالموافقة على ماء قناة السلام ليشرب منها المؤمنون في القدس، كان رد (بيغن) عليه بأن هذا الماء ليس منحة من مصر ولكنه حق لنا.
انظر ياأخي الوقاحة التي وصل إليها الإسرائيليون إذ يقولون إن مياه النيل هي حق لهم وليست منحة، وهم يسعون جاهدين في محاصرة مصر من أعالي النيل من أجل إرغامها على مد قناة من النيل إلى دولة إسرائيل إلا أن الرئيس حسني مبارك رفض هذا المطلب.
وبعد هذا الاستعراض في الحلقات السابقة لنا أن نتساءل: من عدونا؟ هل عدونا إيران أم إسرائيل، فالواقع والمنطق والأدلة والبراهين تقول أن عدونا اللدود هو إسرائيل وليس إيران، فإذا كنا نحن متخوفين من إيران فالواجب علينا في هذه الحالة وكما طلب معالي أمين الجامعة العربية الدكتور عمرو موسى بعمل حوار مع إيران للتوصل إلى اتفاق ينهي جميع الخلافات والشكوك التي تحوم حول برنامج إيران النووي، فالحوار سنة نتبعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان يحاور من يخالفه حتى يقنعه بالبرهان والحجة وبالطريقة الحسنة، فإيران دولة مسلمة تعادي إسرائيل التي هي عدونا اللدود، وإيران قفلت السفارة الإسرائيلية في طهران وأبدلتها بسفارة السلطة الفلسطينية، وأنا ضد إيران في التدخل في شئون الدول العربية كما أرفض تدخلها في العراق كما أرفض تمسكها بجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعدم عرضها على محكمة العدل الدولية، كما أرفض نشر إيران للمذهب الشيعي في الدول العربية والإسلامية، وأريد من إيران والدول العربية أن يتفاهموا ويتحاوروا ويزيلوا الخلاف فيما بينهم، لأن في هذا مصلحة للدول العربية ولإيران في نفس الوقت، وإفساد الأصابع الخفية التي يثيرها اليهود بين الدول العربية وإيران، فهذه الفتن التي أثاروها في الجنوب ودار فور وفي اليمن وفي لبنان ماثلة أمامنا جليا ويجب علينا كأمة إسلامية أن نكون متوحدين أمام عدونا اللدود إسرائيل ومن يعاضدها.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com



كيف تحكم أمريكا – الحلقة (65)
رأينا في الحلقات الماضية كيف وأن إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعاونوا جميعا في محاولة تقسيم السودان إلى دويلات متناحرة متنافرة لكي يستطيعوا إضعاف دول العالم العربي دولة تلو أخرى، وذلك حسب تصريح رئيس أركان الجيش الأمريكي، حينما احتل العراق قال: (سننطلق من العراق إلى سوريا ولبنان والسعودية لكي نقيم خارطة الشرق الأوسط الجديد)، ولنا أن نتساءل الآن: هل نضع الخطأ على دولة إسرائيل والدول الغربية الأخرى وعلى الجنوبيين فقط أم المسئولية تقع على أكثر من طرف، وذلك في نظري أن المسئولية تقع على الحكومات السودانية أيضا وعلى حكومات الدول العربية والإسلامية وعلى رجال الأعمال في الدول العربية والإسلامية، ذلك لأن السودان وكما هو معروف لدينا كان أيام الاستعمار عازلا جنوب السودان عن شماله، وكانت البعثات التبشيرية تعمل على قدم وساق في جنوب السودان حتى استطاعت أن تستقطب نسبة لابأس بها، وحينما استقل السودان لم تعمل الحكومات المتعاقبة على إقامة مشاريع تنموية وربط الجنوب بالشمال وهنا أحب أن أذكر أنه للأسف الشديد أن المسئولون في السودان لم يلموا تمام الإلمام بمغزى الحكومة الإسلامية، فالحكومة الإسلامية هي حكومة مدنية عادلة تطبق أحكام الشريعة الإسلامية على المسلمين فقط، أما غير المسلمين فلا تلزمهم بتطبيق تعالم الشريعة الإسلامية، والدليل على ذلك حينما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان فيها يهود ونصارى ومسلمون فلم يلزم اليهود بتنفيذ الشريعة الإسلامية، بل أبقاهم على دينهم وعلى محاكم وعلى عاداتهم وتقاليدهم وحل مشاكلهم فيما بينهم حسب شريعتهم اليهودية وبالنسبة للنصارى كذلك، وكذلك فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما فتحوا مصر والشام والعراق، فجعلوا للمسلمين محاكمهم ومساجدهم وقضاتهم وللنصارى محاكمهم وقضاتهم وكبارهم يحلون مشاكلهم فيما بينهم، وعدلوا في المعاملة بين جميع أفراد الرعية لم يفضلوا مسلما على ذمي ولا ذمي على مسلم، والدليل على ذلك أن العراق التي كانت عاصمة الخلافة العباسية نرى فيها أديانا مختلفة تعيش جنبا إلى جنب دون أن يحدث تصادم بينهم، ففيها المسلم السني وفيها المسلم الشيعي وفيها النصراني واليهودي والصابئ واليزيدي، عاشوا طوال القرون الماضية متآلفين متآخين، وحينما أتى صدام حسين وأدخل العراق في حروب لافائدة منها غير تدمير العراق واستنزاف رجاله وثراوته وحينما عارضه الشعب بطش بالأكراد والشيعة والسنة وجلعهم جميعا ينفرون من سطوته وجبروته الأمر الذي سهل على الولايات المتحدة أن تجد لها عملاء يساعدونها في احتلال العراق، ومما جعل كل طائفة من الطوائف السالف ذكرها تطالب بالانفصال والاستقلال عن العراق وهذا ماتطمع إليه الصهيونية العالمية، إذا نجد أن مسعود البرزاني اليوم يطالب باستقلال إقليم كردستان عن العراق ويطالب بأن تكون مدينة كركوك الغنية بالبترول من ضمن إقليم كردستان، وفي السودان نجد أن الحكومات المتعاقبة لم تهتم بالغرب والجنوب كاهتمامها بالشمال مما جعل للصهيونية العالمية وعلى رأسها إسرائيل أن تجد لها عملاء في الجنوب والغرب، ولكي نتلافى هذا الموضوع يجب أن تهتم الحكومات العربية والإسلامية بجميع أقاليمها على السواء، بحيث تشملها مشاريع تنموية متتالية، متساوية، كما أن على الدول العربية والإسلامية أن تشجع التجارة البينية فيما بينها وتعمل على إزالة الحواجز الجمركية، وعلى رجال الأعمال يجب أن يستثمروا ثرواتهم داخل الدول العربية، إذ نجدهم وضعوا أكثر من ثلاثة ترليون دولار لكي يستثمروها في الولايات المتحدة ودول غرب أوربا الذين هم ألد أعدائنا ومصائبنا كلها منهم منذ الحروب الصليبية والاستعمار والآن الحروب الصليبية في العراق وأفغانستان وغيرها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكان نتيجة لذلك أن فقد رجال الأعمال 50% من رؤوس أموالهم نتيجة للأزمة الاقتصادية التي ضربت اقتصاد الولايات المتحدة وغرب أوربا، فلو استثمروا هذه الأموال في السودان واليمن وسوريا ولبنان ومصر وتونس والجزائر والمغرب لكان ذلك فيه خير كثير لهم ولشعوب هذه المنطقة لكي يتقوى اقتصادها وتقف شامخة أمام الأعداء.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (66) 
في الحلقات الماضية تعرفنا على الخطة التي وضعها الصهاينة المسيحيون واليهود لتفتييت العالم العربي والإسلامي إلى دويلات متناحرة حسب المذاهب والأعراق حتى إن ميزانية حلف الناتوا كانت حوالي 225 مليار يورو وأضحت الآن 1970 مليار يورو، وذلك من أجل تكثيف حملاتهم الصليبية على الدول الإسلامية في الشرق الأوسط لتنفيذ خططهم السالف ذكرها، وألمحت بأنه من الواجب علينا أن نضع مشروعا مضادا لهذه الخطة، فالصهاينة اليهود والمسيحيون يعملون جاهدين لتحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإضعاف الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات متناحرة حتى تتمكن إسرائيل من ابتلاع دولة تلو أخرى، إذ نراهم الآن يهاجمون كل دولة منفردة على حده، فهاجموا أولا أفغانستان بحجة القضاء على الارهاب ثم بعد ذلك هجموا العراق للقضاء على أسلحة الدمار الشامل كما يزعمون، وكانوا يريدون كلما انتهت حرب من دولة وقد تم الاستيلاء عليها يشنون حربا على دولة أخرى ليتم الاستيلاء عليها وليتم تقسيمها إلى دويلات، فمنعا لتكرار هذه التجربة يجب أن يتم حلف يشمل جميع دول العالم الإسلامي والاعتداء على أي دولة من دوله يكون اعتداء على جميع الدول الإسلامية تقوم بالدفاع والزود عنه، وذلك مثلما رأينا حينما شعرت الولايات المتحدة ودول غرب أوربا بخطورة الاتحاد السوفيتي سابقا على دولهم اتحدوا في حلف عسكري مكونين حلف الناتو لكي لايستطيع الاتحاد السوفيتي أن يبتلع أي دولة أوربية مجاورة له، أو الاعتداء عليها لأن الاعتداء على أي دولة أوربية اعتداء على جميع دول الحلف، وحينما تفتت الاتحاد السوفيتي أضحوا خائفين من روسيا الاتحادية وجعلوا يساندون الحلف ويضمون دول أوربا الشرقية إلى الحلف حتى أضحى حلف الناتو من أقوى التكتلات العسكرية في العالم، ونحن تجاه هذه المكائد يجب أن نحمي أنفسنا ونقيم حلفا كما سبق شرحه وحري بنا أن نشتري السلاح ونقوي جيوشنا لأنه من الضرورة بمكان أن تمتلك جيوشنا سلاحا متطورا ندافع به عن أنفسنا، إذ نجد حسب الإحصائية المنشورة من قبل لجنة الأبحاث في الكونغرس الأمريكي فإن دول الخليج هي أكثر الدول العربية استيرادا للسلاح، أما عن مقارنة الجيوش العربية بجيش إسرائيل فهي كالتالي:
تمتلك الدول العربية حاليا مليون و 914 ألف و 470 مقاتلا نظاميا، إلى حوالي مليوني رجل، بينما لدى إسرائيل 161 ألف مقاتل نظامي، يرتفع العدد إلى 602 ألفا عند استدعاء الاحتياط. عند العرب 17 ألف و 221 دبابة. ثلاثون ألف و 573  مدرعة، 19 ألف 713 مدفعا، 464 طوافة مسلحة، 3269 طائرة قتالية.
هذه الأسلحة والقوة العسكرية لاتكفي إذا كانت متفرقة، بل تكون فعالة إذا كانت تحت غرفة قيادة موحدة فيكون لها جدوى أنفع مما هو عليه الوضع الآن، كما يجب أن لايغيب عن أذهاننا تأثير اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ودول غرب أوربا من أجل هذا يجب أن نعمل متعاونين كدول إسلامية أن نضع أسلحتنا بأيدينا من البندقية الرشاشة إلى الدبابة والصاروخ البالستي والطائرة المقاتلة خاصة وأنه أضحت لدينا خبرات متوفرة لبعض الدول العربية والإسلامية لتصنيع مثل هذه الأسلحة لنقيم صناعة حربية متعاونين فيما بيننا كدول إسلامية يضمها حلف واحد، ذلك لأن الصهيونية العالمية وإن فشلت في هجمتها الصليبية الحالية فإنهم سوف يعاودون الكرة تلو الأخرى كلما سنحت لهم الفرصة في ذلك وإذا بقينا متفرقين فإنهم سوف يكيدون لنا ويبثون الفتن فيما بيننا من أجل إبعادنا عن بعض وإضعافنا أمام خططهم في تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ.
ومن هنا ولزاما علينا أن نفعل أولا اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين الدول العربية ذلك لأن عقد حلف مع جميع الدول الإسلامية يتطلب وقتا طويلا في حين أننا في أمس الحاجة لكسب الوقت وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة ثم بعد ذلك نعمل جاهدين في إزالة الخلافات بين الدول الإسلامية حتى ينتهي بنا الأمر إلى توقيع حلف يشمل جميع الدول الإسلامية ويصبح الاعتداء على أي دولة إسلامية اعتداء على جميع الدول الإسلامية كما نوقع اتفاقية سوق إسلامية مشتركة بين جميع الدول العربية والإسلامية ونوجه استثماراتنا ومدخراتنا في الدول الإسلامية بدلا من استمثارها في الدول الغربية، ولو كانت بريطانيا أعطت وعدا لإقامة وطن للعرب في دولة يهودية فما كان من اليهود أن يصنعوا على أقل تقدير أن يقاطعوا اقتصاديا دولة بريطانيا في حين تقدر استمثارات العرب في بريطانيا بـ 160 مليار جنيه استرليني، فكان من الأولى أن تستثمر في الدول العربية والإسلامية وعلى الأخص في السودان لتأمين غذائنا اليومي الذي نحن في أمس الحاجة إليه.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (67)
تكلمنا في الحلقة السابقة عن تكوين حلف عسكري بين الدول العربية والإسلامية لتكون جميع الدول قوة واحدة لديها قيادة موحدة وغرفة عمليات موحدة، وأي اعتداء على أي دولة إسلامية اعتداء على جميع الدول الإسلامية، وأنا أهدف من هذا الحلف لا لشن حروب على إسرائيل أو على الولايات المتحدة أو على أي دولة أوربية أو أفريقية، وإنما هدف الحلف هو حمايتنا من أطماع الصهيونية العالمية التي خططت من أجل تقسيم دولنا إلى دويلات متناحرة متنافرة حسب المذاهب والأعراق والأديان، وحينما تفكر أي دولة غربية بالاعتداء على أي دولة عربية تحسب ألف حساب للقوة التي سوف تواجهها من دول الحلف، كذلك دولة إسرائيل حينما تفكر في الاعتداء على لبنان أو سوريا أو على أي دولة مجاورة لها فإنها تحسب ألف حساب لقوة دول الحلف لأنه لو اعتدت على لبنان مثلا فإن جميع دول الحلف سوف تقوم بالدفاع عن لبنان، وبهذا نستطيع حماية أنفسنا من الحروب الخارجية، أما دولة إسرائيل فنستطيع إنهاءها بدون حرب وذلك بتطبيق الآتي:
1/ نقوم بتفعيل دور منظمة مقاطعة إسرائيل فجميع الشركات التي تتعامل مع إسرائيل نقاطعها وجميع الشركات التي لها فروع في دولنا وتتعامل مع إسرائيل نقاطعها ونغلق فروعها في دولنا كذلك نقوم بنشاط سياسي لكي نحمل العالم بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
2/ نقوم بنشاط إعلامي كبير بحيث توجه قنوات فضائية لجميع قارات العالم بمختلف لغاته لكي نشرح قضية فلسطين وكيف وأن اليهود يعاملون الفلسطينيين معاملة سيئة ونعمل أفلاما وثائقية نعرض فيها الحالة الاجتماعية التي يعيشها الفلسطينيون مع اليهود ونجد الأتراك مثلا قد عملوا مسلسل الذئاب وفيلم أسطول الحرية بينوا فيهما الحالة السيئة التي يعيشها الفلسطينيون مع اليهود وكيف وأن اليهود يعاملون الفلسطينيين معاملة فيها تفرقة عنصرية لم يوجد لها مثيل في أي مكان في العالم، فأين السينمائيون العرب من أن ينتجوا أفلاما كأفلام الأتراك التي هزت الحكومة الإسرائيلية وجعلتها تصرخ وتحتج لدى الحكومة التركية في حين أن اليهود أنتجوا مئات الأفلام ضدنا وشوهوا سمعتنا في جميع أنحاء العالم وأظهرونا على أننا إرهابيين وألصقوا الإرهاب بالإسلام في حين أننا لم نقم بالدفاع عن أنفسنا وديننا كما ينبغي وسوف أتكلم في هذا الموضوع تفصيليا في المقالات القادمة.
3/ نقوم برفع دعاوى على جميع الساسة الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب في غزة ولبنان وجنين وفي الضفة الغربية في جميع دول أوربا الغربية لكي نحاصرهم ونمنعهم من السفر خارج دولة إسرائيل كما نقوم بملاحقة الحكومة العبرية لتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بالنسبة للسور العنصري المقام داخل الضفة الغربية والقدس.
4/ ملاحقة الحكومة العنصرية في المحاكم الدولية بالنسبة لبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس لأن القانون الدول يمنع الدولة المحتلة من الاستيلاء على الأراضي في دولة الغير وتعتبر هذه المستوطنات مخالفة للقانون الدولي، لكي نجبر دولة إسرائيل على إزالتها وعلى الدول العربية والإسلامية كلها أن تقف موقفا موحدا تجاه هذه القضايا وتعمل جاهدة على تشجيع التجارة البينية فيما بينها وتعمل على إزالة العوائق الجمركية فيما بينها وفي نفس الوقت تعمل على محاصرة إسرائيل من الناحية الاقتصادية والسياسية والإعلامية وبهذا فإن دولة إسرائيل سوف تنهار من الداخل دون حرب فيما بيننا وبينهم.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (68)
تكلمنا في الحلقات الماضية عن المسيحية الصهيونية، أو كما يطلق عليها البعض المسيحية المتصهينة، لكي أعرِّف القارئ الكريم بالجهود التي يبذلها اليهود في تحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات، إذ نجدهم استطاعوا أن يصهينوا في الولايات المتحدة فقط 40 مليون مسيحي، وعلى رأسهم كبار الساسة وكبار العسكريين، ومن أعضاء مجلس الشيوخ والنواب لكي يستفيدوا منهم في تحقيق مايصبون إليه، إضافة إلى صهينة بعض العرب من المسلمين والمسيحيين عن طريق نواديهم السالف ذكرها، والجدير بالذكر أن فكرة عودة المسيح عليه السلام أخذوها من الفكر الإسلامي، إذ نجد أن الإسلام هو الذي بشَّر بعودة المسيح عن طريق القرآن والسنة وإجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الكتاب فقوله سبحانه وتعالى (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) (الآية 159 سورة النساء)، أي ليؤمنن بعيسى عليه السلام قبل موته بعد نزوله من السماء آخر الزمان حتى تكون الملة واحدة ملة إبراهيم حنيفا مسلما، وقد ورد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية بسند صحيح.
أما السنة ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد).
وأما عن محل نزوله ووقته فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه في حديث الدجال الطويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فينزل عن المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهر و ديتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفع تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه..) الحديث بطوله.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: (هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، فلعل هذا هو المحفوظ، وتكون الرواية فينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم، وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرقي الجامع الأموي، وهذا هو الأنسب والأليق، لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة.).
وكل هذا كائن والمسلمون في حالة حرب يعدون أنفسهم لحرب الدجال قبَّحه الله، لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (فبينما هو يعدُّون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته).
أما مدة بقاء نبي الله عيسى عليه السلام في الأرض فهي أربعون عاما، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثم يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون) وأما الأحداث التي تجري في زمن عيسى عليه السلام والمهام التي يؤديها فهي:
1/ القضاء على الدجال وفتنته.
2/ هلاك يأجوج ومأجوج بضراعة عيسى وأصحابه.
3/ القضاء على كل الشرائع والحكم بالاسلام.
4/ رفع الشحناء والتباغض من بين الناس، وشيوع الأمن والرخاء بين الخلق.
هذه هي الحقيقة عن نزول المسيح عليه السلام، وليس فيها أي لبس أو شك لأنها جاءت عن طريق القرآن، وعن طريق الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع المسلمون على صحة ماسبق ذكره دون خلاف، إلا أن اللاهوتيين من اليهود أخذوا عودة المسيح عليه السلام من الفكر الإسلامي وحرفوها وساقوها بطريقة تخدم أهدافهم ومصالحهم، وهو قيام دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات ليحكموا عن طريقها جميع حكومات العالم، فإذا كان اللاهوتيين اليهود حرَّفوا التوراة والتلمود والإنجيل وأدخلوا على الدين الإسلامي الخرافات والبدع، فكيف لايحرفون عملية نزول المسيح عليه السلام، وقد قال الله فيهم في كتابه العزيز (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) (الآية 79 من سورة البقرة).
وعلى هذا فإن المسيح يأتي لنشر الإسلام والقضاء على اليهودية والأديان الأخرى، وسوف يحارب اليهود حتى يقضي عليهم حتى أن الحجر والشجر يقول: يا مسلم، هذا يهودي مختبئ خلفي فاقتله، إلا شجر الغرقد. ولمزيد من المعلومات عن المسيحية الصهيونية راجع كتاب (يد الله) لجريس هلسل و (النبوءة والسياسة) من منشورات دار الشروق، كتاب (البعد الديني في السياسة الأمريكية) للدكتور يوسف الحسن من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، (والصهيونية المسيحية) للأستاذ محمد السماك، وهو من منشورات دار النفائس.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com


كيف تحكم أمريكا – الحلقة (69)
ذكرنا في حلقات سابقة حينما تكلمنا عن أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، وقلنا إن الجماعات اليهودية قد أحكمت سيطرتها على معظم وسائل الإعلام في أوربا والولايات المتحدة، خاصة وأن في الولايات المتحدة الرأي العام له تأثير على اتخاذ القرارات بالنسبة للسياسة الخارجية، وعلى الأخص في الشرق الأوسط، فحينما نراجع الصحافة في الولايات المتحدة نجد أن موقفها يؤيد استمرار الحرب في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين، بينما رأيناه في مواقف أخرى مثل حرب فيتنام كانت تلك الصحف تنادي بانسحاب القوات الأمريكية من هناك، وكما لا يخفى على الجميع ليست الصحافة وحدها، بل كثير من الجهات التي يسيطر عليها الصهاينة تنادي بحرب الدول السالف ذكرها في الشرق الأوسط من أجل تقسيمها والقضاء على مقاومة الاحتلال الصهيوني، ونحن في القرن الحادي والعشرين نجد أن دولة كالولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي بأنها الرائدة الأولى للحريات والديمقراطيات ولحقوق الإنسان تريد أن تحرم الشعوب الحرية والدفاع عن نفسها من أجل أن تعيش حياة كريمة شريفة وتعمل على سلب حق الدفاع عن النفس وحقوق الإنسان.
إن اليهود هم الذين يريدون من حكومة الولايات المتحدة أن تسلب حريتنا، وحق المقاومة، كي تستطيع دولة إسرائيل أن تستولي على أرضينا وتطردنا منها كالماشية وتستولي على نفطنا وثرواتنا، وأن لا نقاوم، وإذا قاومنا أصبحنا ارهابيين، وعلى الولايات المتحدة أن تتدخل لمكافحة الارهاب.
هذه الدولة التي كافح (ابراهام لنكلن) على أن تكون دولة واحدة كبيرة من أجل دعم الحريات وحقوق الإنسان في العالم وتطبيق الديمقراطية في جميع دول العالم أرادها اليهود أن تكون دولة ارهابية من أجل كبت الحريات وتحريم المقاومة من أجل الدفاع عن النفس لأن شرائعهم تحتم على أن تكون الحرية لليهود فقط، أما غير اليهود فهم كالخنازير والكلاب.
من أجل ذلك أنادي بأعلى صوتي يجب أن نعمل جميعا كأمة إسلامية وأن ندافع عن قضايانا بشراء من نستطيع من وسائل الإعلام في جميع دول العالم الكبرى وعلى الأخص في الولايات المتحدة من أجل أن نواجههم بنفس الأسلوب، ونكشف كذبهم وزيف ادعاءاتهم.
وفيما يلي أوضح كيف يعمل الصهاينة من خلال الصحافة إذ يذكر النائب الأمريكي السابق بول فندلي في كتابه (من يجرؤ على الكلام) لنعرف التضليل الذي يمارسه الصهاينة في صحفهم وكذلك نتعرف على عمليات الضغط والإكراه الذي يمارسونه ضد رجال الإعلام الشرفاء والخارجين عن السيطرة الإعلامية الصهيونية.
نجد أن محرري صحيفة نيويورك تايمز قد شطبوا كلمة عشوائي حينما تسلموا تقرير مراسلهم في الخارج (توم فريدمان) في 13 آب أغسطس 1982 وكان يصف فيه القصف العشوائي لبيروت الأمر الذي جعله يرسل برقية مطولة عبر فيها عن سخطه.
وفي سنة 1982 كان الصحفي الأمريكي (جون لو) مؤسسة نشرة (الواشنطن ريبورت) قد أعلن في مجلته التي تعنى بشئون الشرق الأوسط أن من أهم أهداف مجلته أن تعرض وتعالج قضايا الشرق الأوسط بطريقة تراعى فيها مصالح شعب الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تتمشى مع المعايير التي ارتضوها للعدل والإنصاف، وبالرغم من أن هذه العبارات عامة ولا تعرض موقفا ضد إسرائيل، إلا أن الارهاب الإسرائيلي قد تحرك إذ إن المذكور قد تلقى في 6 أيار مايو 1982 مكالمة هاتفية يهدده فيها المتكلم إذا استمر على هذا المنوال في مجلته، فإنه سوف يقضي عليه، وفي اليوم التالي فعلا تم الاعتداء على جون ديوك انتوني أحد موظفي مؤسسة أوديو ترست التي تصدر هذه النشرة من قبل رجلين ضربه أحدهما بحجر على رأسه.
ونستكمل حديثنا في الحلقة القادمة.
فإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

كيف تحكم أمريكا – الحلقة (70)
ذكرنا في الحلقة الماضية أن الصحف (بايتن) الذي كان يعمل في صحيفة جورنال هيرلد وبالرغم من كتابته الموضوعية إذ قامت حملة على (بايتن) والتشهير بسمعته، وفي نيسان 1977 كتب بايتن مقالا عن ذكرى مذبحة دير ياسين فتلقى تعليمات بأن يسد فمه إلا يطرد خارجا.
كما نجد أن (روبرت انجل هارت) والذي يعمل رساما للكاركاتير في الصحيفة السالف ذكرها يقول: (أستطيع أن أصور العربي كسفاح وكذاب ولص، ولا أجد من يعترض، ولكن لا أستطيع اعتماد صورة تقليدية لليهود، وأشعر دائما كأنني أسير فوق البيض، وذلك حينما أحاول أن أرسم شيئا عن الشرق الأوسط).
وفي أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان في حزيران عام 1982 انتدبت الجماعات الصهيونية مراقبا من قبلها ليشرف على أخبار صحيفة الواشنطن بوست، وقد دامت هذه المراقبة مدة أسبوع كي لايبرز في التغطية لأخبار الحرب مايفضح الجرائم الإسرائيلية في لبنان، وكذلك الحال في حرب لبنان عام 2006، وفي حرب غزه الأخيرة نجد أن الإعلام الغربي لم يفضح جرائم إسرائيل في لبنان وفي غزة وإنما يركزون على الصواريخ التي تنطلق من لبنان والصواريخ التي تنطلق من غزة، ويظهرون إسرائيل على أنها مجبرة في الدفاع عن نفسها من أجل البقاء.
رأينا فيما سبق كيف وأن الصحفيون الأحرار حينما يذكرون الحقائق والوقائع كما هي يتعرضون للتهديد بل وبالضرب والطرد من العمل إن أمكنهم ذلك، وحتى رجال الدين حينما ينتقدون السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين يتعرضون لحملة شعواء من الصحافة، ووسائل الإعلام الأخرى، أذ نجد مثلا أن العميد (فرنسيس. ب. ساير) والذي كان رئيس الكاتدرائية الوطنية في واشنطن وأحد كبار رجال الدين الذين كان لهم مكانة مرموقة في الولايات المتحدة قد تعرض لحملة عنيفة من صحف تخضع للنفوذ الصهيوني مشوهين سمعته، وذلك لأن المذكور قد انتقد السياسة الإسرائيلية تجاه فلسطين، كما وجه انتقادا للحكومة الإسرائيلية بضم مدينة القدس إليها، ومما ذكرته صحيفة واشنطن بوست عن تصريحات العميد (فرنسيس ب. ساير) أن أقواله عبارة عن أقوال هراء وهي أقوال مجانبة للحقيقة، وهي قريبة إلى حد مؤلم عن نهج قديم لأسوأ أنواع التعصب وتعتبر في حد ذاتها بأنها ماسة بسياسة إسرائيل الحالية في القدس.
ومن المعروف أن مذهب العصمة والمذهب الانجيلي من المذاهب المسيحية التي تبدي تأييدا قويا لليهود في الولايات المتحدة إذ نجد أن أحد زعمائهم والذي يطلق عليه (جير فلويل) كان صديقا حميما لمناحيم بيغن، وإسحاق شامير، لذا نجد أن صحيفة الايكونوميست اللندنية قد وضعته بأن آية الله للبعث المسيحي  ذي الصوت الحريري.
وغالبا ما نجد المدح الذي لا حد له من وسائل الإعلام الصهيونية لزعماء مذهب العصمة مقابل تأييد زعماء هذا المذهب لإسرائيل، كما نجد أن صحيفة فيلادلفيا انكويرر وصحيفة ايفنييج بولتين قد هاجمتا بتاريخ 3 نوفمبر 1977 برنامجا يخص الشرق الأوسط الذي كانت تشارك فيه ثلاثة كليات أمريكية، والذي يموله الثري السعودي عدنان خاشقجي، إضافة إلى ذلك قامت بالنقد لهذا المشروع نشرات جامعية كانت تعود لهذه الكليات الأمر الذي أدى إلى صرف النظر عنه، وكانت الجماعات الصهيونية تحصل على تفاصيل الأعمال التي تتم في هذا المشروع بشكل سري وكانت ترفض التصريح عن هذا المصدر.
نعرف أن إسرائيل قد قامت في 8 يونيو 1967 بطائراتها الحربية وزوارق الطوابير بالهجوم على السفينة الحربية الأمريكية (ليبرتي) الأمر الذي أودى بحاية 34 جنديا من البحرية الأمريكية، إضافة إلى إصابة 171 جنديا آخرين بجراح، ونجد أن وسائل الإعلام الأمريكية قامت بحملة من التعتيم لم يسبق لها مثيل حول تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، كما أنهم رفضوا نشر الوقائع التي تبين كذب الحكومة الإسرائيلية بأن الهجوم حصل بطريق الخطأ، وأن هذه التقارير التي كانت تؤكد بأن الهجوم كان بقرار متعمد من القيادة العسكرية الإسرائيلية، وكانت هذه التقارير لا ترى لها ظهورا في وسائل الإعلام الأمريكية، ذلك لأن لضغوط الجماعات الصهيونية بالغ الأثر في ذلك، لأنهم يريدون هذه المعلومات في طي الكتمان.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
سامي زين العابدين حماد
Sami-hammad@windowslive.com

ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر