الاثنين، 23 يوليو 2012

الربيع العربي قادم وإلى الربيع الإسلامي هو ذاهب بإذنه تعالى الحلقة (36)





الربيع العربي قادم وإلى الربيع الإسلامي هو ذاهب بإذنه تعالى الحلقة (36)

نتعرف في هذه الحلقة على النظام الملكي في المملكة العربية السعودية ذلك إن المغفور له جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ومن أجل استتباب الأمر واستقراره وعدم إعادة الفوضى في البلاد, ولتمكين الحكومة من إنجاز  ما هو موكول إليها من سياسة الدين والدنيا , وتقدم البلاد ورقيها واستقرار الأمن , فقد وضع نظام توارث الملك في الدولة السعودية , واختار تنصيب الإمام أو الخليفة عن طريق ولاية العهد , وقد وضع لذلك نظاما ثابتا لتوارث العرش بطريقة العهد , فقد دعا مجلس الشورى والوكلاء إلى اجتماع لإقرار هذه البيعة وإصدار قرار بذلك . وقد تضمن القرار الشروط الواجب توفرها في الملك , وهي طبقا لما اقتضته الشريعة الإسلامية كالتالي :
الكفاية الجسدية -  أن يكون من أهل الولاية الكاملة  - الكفاية العلمية -  العدالة - الشجاعة .

وتعتبر البيعة أي موافقة  باقي المسلمين بعد اختيار أهل الحل والعقد هي مصدر سلطات جلالة الملك .
وجلالة الملك  هو صاحب السلطة العليا في البلاد وهو يمارس بهذه الصفة اختصاصات داخلية وخارجية , أما الاختصاصات الداخلية فهي كالتالي :
1-    القائد الأعلى للقوات المسلحة :
بما أن جلالة الملك هو الرئيس الأعلى للدولة فهو إذا الرئيس الأعلى للقوات المسلحة , ومن حقه منح الأوسمة والميداليات , كما أن له الحق في العفو عن العقاب وتخفيف العقوبة .
2-    السلطة التنظيمية :
وهذه تقابل السلطة التشريعية في الدول الأخرى , ذلك لأن التشريع لله وحده , ولجلالة الملك السلطة التنظيمية بالاشتراك  مع مجلس الوزراء  , إذ ينص نظام مجلس الوزراء الصادر في 15/10/1377هـ على (( لا تصدر الأنظمة إلا بموجب مراسيم ملكية يتم إعدادها بعد موافقة مجلس الوزراء , ولا يجوز تعديل الأنظمة إلا بنفس الأسلوب )) .
ولكل وزير إذا تطلب الأمر أن يقترح على مجلس الوزراء  مشروع نظام يدخل ضمن أعمال وزارته لفرض إقراره , وللمجلس الحق في قبول أو رفض هذا المشروع , وفي حالة رفض المشروع فلا يجوز إعادة عرضه إلا في حالة الضرورة إلى ذلك .
وبعد موافقة مجلس الوزراء على النظام يحال إلى جلالة الملك من أجل إصداره في شكل مرسوم  , ولا  يعتبر ساري المفعول إلا من بعد نشره في جريدة أم القرى , وهي الجريدة الرسمية , إلا في حالة وجود نص على تحديد تاريخ بدء النفاذ , وإذا لم يوافق جلالة الملك على المشروع يعاد المرسوم أو الأمر إلى مجلس الوزراء مشفوعا بالأسباب التي دعت إلى ذلك .

مجال ما يصدر فيه أنظمة :
1- إدارة المناطق  2- البلديات  3-  فرض الضرائب والرسوم وجبايتها والإعفاء منها   4-  التصرف في أموال الدولة 
5- منح امتياز أو استثمار مورد من موارد البلاد  6- محاكمة الوزراء  7- الميزانية .
هذا كما أنه يمكن أن تعالج أية مسألة أخرى بنظام أو بأية أداة أخرى كإصدار قرار من مجلس الوزراء أو أمر ملكي أو قرار وزاري , كما يمكن أن تعالج بعض المسائل عن طريق مراسيم دون أن تتضمن أنظمة .

السلطة التنفيذية :
إن جلالة الملك هو رئيس السلطة التنفيذية  , فهو يشترك في رسم سياسة الدولة الداخلية والخارجية والمالية والاقتصادية والتعليمية والدفاعية وجميع الشؤون العامة مع مجلس الوزراء الذي يعتبر هيئة نظامية يرأسها جلالة الملك , وتعقد اجتماعات برئاسة جلالته لدراسة كافة ما يعرض على المجلس لإصدار قرارات أو التصديق عليها من المجلس.
ولجلالته حق تعيين الوزراء أو إعفائهم من مناصبهم وقبول استقالاتهم , هذا بالإضافة إلى أن جميع أعضاء المجلس مسئولون عن أعمالهم أمامه . ولجلالته توجيه السياسة العامة للدولة والعمل على تنسيق جميع الوزارات  ومصالح الدولة , والإشراف عليها, وعلى المجلس مراقبة تنفيذ كل ما يصدر عن المجلس من أنظمة وقرارات .
ويحق لجلالة الملك إصدار اللوائح الداخلية لبعض الهيئات , كهيئة الرقابة والتحقيق , وهيئة التأديب , وديوان المراقبة العامة , وبعض المسائل الواردة في نظام الموظفين العام . وان جميع الهيئات الملحقة بمجلس ديوان الخدمة المدنية وديوان الحسابات العامة وديوان المظالم تخضع لجلالة الملك .

المجال الخارجي :
1-    تكوين إرادة الدولة وإعلانها للدول الأخرى
2-    التصديق على الاتفاقيات  والمعاهدات الدولية ( بمقتضى المراسيم الملكية )
3-  اختيار وتعيين وإرسال الممثلين الدبلوماسيين للدول الأخرى , كما يستقبل ممثلي الدول الأخرى في المملكة .
4-    يزود المتفاوضين نيابة عن الدولة بأوراق التفويض .
5-    له الحق في إعلان الحرب .
6-    من حقه كافة الاختصاصات المتعلقة بإدارة العلاقات الخارجية

نواب رئيس مجلس الوزراء:
 إن مهام جلالة الملك المعظم كبيرة ومسؤولياته جسام , الأمر الذي يتطلب منه تفويض صلاحياته لأحد نائبيه  , وهو بهذا يمارس صلاحيات رئيس المجلس بصفته نائبا للملك , أما القرارات التي تصدر عن جلالة الملك بصفته رئيسا لمجلس الوزراء  أو عن أحد نائبيه  فيطلق عليها بالأوامر أو التوجيهات السامية .
ورأينا كيف وأن نظام انتقال الملك في المملكة العربية السعودية مطابقا للشريعة الإسلامية , وقد ذكرنا الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الملك أو الخليفة في مقالات سابقة وهى لا تتعدى عن الشروط التي وضعها المغفور له جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في اختيار ولي العهد ثم الملك , كما أن نظام الملك في المملكة العربية السعودية يتفق تماما ونظام انتقال  الملك أو خلافه حسب الشروط التي وضعها علماء المسلمين كأمثال الماوردي وابن خلدون والقلعي وابن الأزرق , لذا فإني أوصي الشباب بأن يحافظوا على دينهم وعلى وطنهم وعلى نظام الحكم القائم , وأنا كاتب هذا المقال لا أريد إلا كلمة حق لأني لا أريد منصبا أو تقربا إلى المسئولين  لأن تجاوزت الثلاثة والسبعين عاما من عمري ولا أطمع في سلطة أو جاه وإنما أريد لهذا الوطن الاستقرار والوحدة  والتقدم في ظل حكومته الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية في جميع قطاعات الحياة . وأنا أحذر الشباب  وأقول لهم : والله إن تحاولوا بجعل المملكة مملكة دستورية أو تحاولوا في المطالبة بتغير النظام فإنكم سوف  تبكون بدل الدموع دما , فهيهات المقارنة بين حكم يرتكز على الحكومة الإسلامية وحكم يرتكز على العلمانية في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن , وقد ذكرت في مقالات سابقة كيف وأن الإسلام محارب والإسلاميون مضطهدون , فحكام مثل حسني مبارك لا يصلي ولا يدير وجهه إلى القبلة ويكره الإسلاميين أذكر قصة قصها لي أحد الثقات المصريين  بأن حسني مبارك كان في أحد الأيام في شرم الشيخ, وكان لديه حراس يحملون السيوف في جنوبهم  , وحينما أتى وقت الصلاة كان نفر منهم توجه للقبلة للصلاة فنزعوا سيوفهم  وركنوها على جدار الغرفة  , وفي أثناء الصلاة حدث أن تزحلقت السيوف وسقطت على الأرض فأحدثت ضجة وذلك للهدوء في القصر الذي كان يقطن فيه حسني مبارك فانزعج وسأل الحراس الذين حوله , وذهبوا وتقصوا عن السبب وأعلموه بالحقيقة فكان جوابه , أمثال هؤلاء الذين يصلوا اطردوهم من عندي لا أريد  أحدا من أمثال هؤلاء . انظر  يأخي كيف وأن رئيس دولة الغالبية العظمى من سكانها مسلمون وهو يكره كل مسلم يؤدي شعائر الإسلام على الوجه المطلوب , والعلماء المسلمون يقولون متى يعزل الإمام , وأقر العلماء أن الإمام إذا فسق وجب عزله  , وعزل الإمام (متى) فسق وشذ كان عزله وارد وذلك لقد عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم أفراد سرية على عدم عزلهم لأميرهم الذي تخلف عن تنفيذ أمره حيث قال صلى الله عليه وسلم   :(أعجزتم إذ بعثت رجلا فلم يمضي أمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري ).
كما أن الأمة حينما نصبت الإمام كما ذكرنا  هو أساسا لحراسة الدين وسياسة الدنيا به , فكيف إذا هو هدر بالدين وخلقه أمثال زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك وبشار الأسد وعلي عبد الله صالح , وأن أساس الإمامة هو عقد عقدته الأمة للأمام ليحقق أغراضا معينة , فمن المنطق السليم الذي لا مناص منه هو أن الأمة من أصل الإمام بشرط العقد فلها أن تفسخ هذا العقد .فهل يستوي الذي يقيم شرع الله  كالمملكة العربية السعودية ويحارب شرع الله كحكام تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن , هل يستوي الذي يعاقب من يقيم صلاته كالذي يعاقب من ترك الصلاة , فهل يستوي الذي يبني المساجد في بلاده وخارج وطنه كالذي يحارب بيوت الله . من هنا ندرك أن الخروج على الإمام في المملكة العربية السعودية يعتبر قد خالف الشريعة وخالف تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ نجد أن الإمام القلعي في كتابه ( تهذيب الرياسة وترتيب السياسة ) يقول أن الإمامة واجبة وعدم الاستغناء عن الولاة وما يجب لهم على الكافة من الطاعة والمولاة )) وتكلم عن وجوب الإمامة والاحتياج إلى السلطان وقال : أجمعت الأمة قاطبة إلا من لا يعتد بخلافه على وجوب نصب الإمام على الإطلاق وإن اختلفوا في أوصافه وشرائطه .
فقال : فأقول نظام أمر الدين والدنيا مقصود ولا يحصل ذلك إلا بإمام موجود لو لم نقل بوجوب الإمامة لأدى ذلك إلى دوام الاختلاف والهرج إلى يوم القيامة , ولو لم يكن للناس إمام مطاع لانسلب شرف الإسلام وضاع , ولو  لم يكن للأمة إمام قاهر لتعطلت المحاريب والمنابر وانقطعت السبل للوارد والصادر , لو خلا عصر من إمام لتعطلت فيه الأحكام وضاعت الأيتام , ولم يحج البيت الحرام لو لا الأئمة والقضاة والسلاطين والولاة لما نكحت الأيامى ولا كفلت اليتامى , لولا السلطان لكان الناس فوضى  ولأكل بعضهم بعضا , وفي الحديث (( السلطان ظل الله الممدود في الأرض يأوي إليه كل مظلوم )) وقال عثمان رضي الله عنه : ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن  , ومعنى يزع أي يمنع ويكف ويردع . وقال بعض القدماء : الدين والسلطان توأمان , وقيل الدين أس والسلطان حارس فما  لا أس له فمهدوم , وما لا حارس له فضائع .

الوالي العادل وماله من الأجر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله عز وجل تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل , وشاب نشأ في عبادة ربه , ورجل قلبه معلق في المساجد , إذا خرج منه حتى يعود إليه , ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه , ورجلان تحابا في الله عز وجل  اجتمعا على ذلك ثم تفرقا , ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف الله عز وجل , و رجل تصدق  بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه . فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإمام العادل وحقيقة أن يبدأ به  , لأنه من العالم بمنزلة السواد من العين , بل بمنزلة السويداء من القلب , بل هو بمنزلة القلب من الجسد , فبصلاحه يصلح الجسد وبفساده يفسد , وروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حمل إليه مغانم العراق عند افتتاحها , وما أصيب من كنوز كسرى ورأى ما فيها من الجواهر النفيسة جعل يتعجب منها ويقل ( إن الذي أدى هذا لأمين ) فقال له عبد الرحمن بن عوف: أنا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين أنت أمين الله وهم أمناؤك  فما دمت مؤديا للأمانة أدوها , ومتى رتعت رتعوا وقال عليه الصلاة والسلام : ( ثلاثة يبغضهم الله . الإمام الجائر والشيخ الزاني , والفقير المختال . ) وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أحب الناس إلى الله تعالى وأقربه منه إمام عادل وإن ابغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه وأشدهم عذابا إمام جائر )  , وقال عليه الصلاة والسلام : ( الأمام جنة  يقاتل من وراءه ويتقي به فإن أمر بتقوى الله وعدل كان له بذلك أجر , وإن أمر بغيره كان عليه وزر ) .
وقال عليه السلام : إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا ).
كما ذكر الأمام ابن القلعي في كتابه سالف الذكر تحت عنوا ( ما يجب على الرعية للولاة ) حيث ذكر : قال الله تعالى (( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول  وأولي الأمر منكم )) فأوجب طاعة أولي الأمر وقرنها بطاعته وبطاعة رسوله , وقد فسر ذلك أكثر أهل العلم بأن المراد بأولي الأمر أمراء المسلمين .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله  , ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لو استعمل عليكم عبد حبشي مجدع الأطراف يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا ).
وعن عبادة بن الصامت قال : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا , وأثرة علينا وأن لا تنازع الأمر أهله , إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) .
من هنا ندرك أن الحاكم يطاع ما أطاع الله ورسوله  ونفذ أحكام الشريعة الإسلامية في رعيته , ولكن الدول التي قامت فيها ثورات كان حكامها لا ينفذون الشريعة الإسلامية بل يحاربونها , إذ نجد أن في كل من تلك الدول , كل من يقيم الصلاة الجماعة في مسجد حيه يستدعى من قبل  الأمن ويحقق معه لماذا يصلي الخمس فروض في المسجد , وكل من أطلق لحيته يحقق معه وتضايقه السلطات في تنقلاته وتحركاته وقد سمعت هذا من ثقات لا نقلا من ضعاف النفوس , كما هم في رمضان يجبرون الجنود على الإفطار , فكيف والحالة هذه نستعيد بيت  المقدس .
إن إسرائيل وكما يصرح كبار مسئولوها بأنهم متخوفين من ثورات الربيع العربي , ذلك لأنه لا يوجد قائد لأي ثورة من هذه الثورات , ومن يدعي أنه قائد لأي ثورة من هذه الثورات فإنه يكذب ذلك لأن الشعوب هي التي أطاحت بحكام تلك الدول , فمثلا ثورة الياسمين في تونس قامت أولا في مدينة سيدي بوزيد  ثم تبعتها مدن أخرى حتى وصلت العاصمة تونس , ومن يدعي أنه تحسر على حكم زين العابدين بن علي فإنه إنسان علماني , ذلك لأن الإسلاميين هم الذين يحكمون تونس , وكذلك الإسلاميون هم الذين يحكمون ليبيا , وكذلك الإسلاميون سوف يحكمون مصر بإذنه تعالى وسوريا واليمن , وبإذنه تعالى سوف يقضي على دولة إسرائيل حينما يستتب الوضع في هذه الدول , والدليل على ذلك أن نجاح أحمد شفيق في الانتخابات المصرية هلل له معظم الصحف الإسرائيلية وكذلك كبار المسئولين الإسرائيليين بنجاحه وقالوا أن عهد مبارك سوف يرجع إلى حكم مصر , وهذا أكبر دليل على تعاون الحكام السابقين لدول الثورات تعاونوا مع دولة إسرائيل وهذا أكبر دليل على وجوب خروج الشعب عليهم .
                                      وإلى اللقاء بكم في الحلقة القادمة إنشاء الله
                                      سامي زين العابدين حماد
أحكسيييقيف  اا

ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر