الربيع العربي قادم وإلى الربيع الإسلامي هو ذاهب بإذنه تعالى ((43)):
لقد حز في نفسي عندما شاهدت وقفة الضباط الملتحون الذين ابعدوا عن الخدمة من جهاز الشرطة في جمهورية مصر العربية وقلت في نفسي مصر العروبة والإسلام أضحت تبعد الضباط بمجرد إطلاقهم للحاهم فهذا يعني أن العقيدة لدى الجندي المصري قد تحولت من العقيدة الإسلامية إلى العقيدة العلمانية ونحن كمسلمين لم نستطع فتح بلاد فارس والشام وفلسطين ومصر وشمال إفريقيا وأرمينيا والهند وغيرها من البلاد التي تم فتحها عن طريق الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام وفي العصر الأموي والعصر العباسي والعصر العثماني إلا بقوة العقيدة الإيمانية للجندي العربي.
وحينما تستقصي تاريخ الفتوحات الإسلامية ولنأخذ فتح مصر على سبيل المثال نجد سيدنا عمرو بن العاصي رضي الله عنه حينما استعصى عليه فتح مصر طلب من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مددا ليقوي جنده الفاتحين لمصر, فما كان من سيدنا عمر رضي الله عنه إذ أرسل إليه عشرة من كبار الصحابة رضوان الله عليهم وقال في خطابه لسيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه لقد أمددتك بعشرة من كبار الصحابة الواحد منهم بألف جندي فهذا يعني أن الجندي كلما كانت عقيدته الإسلامية قوية وقربه من الله أقوى فإن قوته في ميدان المعارك تكون أضعاف أضعاف الجندي العادي , وفعلا حينما وصل كبار الصحابة إلى مصر وشاركوا في المعركة وكانت النتيجة أن أتم الله فتح مصر على أيديهم رضوان الله عليهم , فالقادة العظام أمثال خالد بن الوليد , وأبو عبيدة عامر بن الجراح , وسعد بن أبي وقاص , وعمرو بن العاص , وعكرمة بن أبي جهل , وشرحبيل بن حسنة , والقعقاع بن عمر , وعبد الله بن سعد بن أبي السرح , وأسامة بن زيد , والمثنى بن حارثة الشيباني , وعياض بن غنم الفهري , وعقبة بن نافع , وموسى بن نصير , وطارق بن زياد , وقتيبة بن مسلم الباهلي , وغيرهم كان سر قوتهم هو شدة إيمانهم وعلاقتهم بالله , فمثلا نجد أن القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله كان شديد الإيمان بالله وحينما خرج لفتح بيت المقدس كان في جنده عشرة آلاف حافظا لكتاب الله , وكان يمر أثناء المعركة على الجنود ليلا فالخيمة التي لا يجد فيها جنودا يتلون كتاب الله يوقظهم ويقول لهم من هنا سوف تأتي الهزيمة , وكذلك الظاهر بيبرس حينما خرج من مصر لمواجهة التتار في موقعة عين جالوت كان معظم جنده حافظين لكتاب الله , وكذلك السلطان محمد الفاتح رحمه الله حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) , وقبل أن يعزم على فتح القسطنطينية قال في نفسه سوف أختبر عامة الناس لأعرف مدى ارتباطهم بالإسلام وتعاليمه السمحة , فكان يتخفى ويلبس زي التجار ليعقد صفقات تجارية مع تجار وطنه وكان لا يكتب عقودا معهم وكان يبيع ويشري معهم بالكلام فقط فوجد صدقا في المعاملة , ولا يجد غش أو تحايل أو خلاف ذلك , حينئذ قال : اطمئننت على القاعدة ويجب أن أختبر الجيش , فخرج بجيشه وعسكر في منطقة كلها بساتين تكتظ بأشجار الفاكهة المتنوعة , وكان يراقب الجيش خفية ليراهم كيف يتصرفون أمام ما يرونه من فواكه مغرية , فوجد الجندي حينما يأخذ حبة من الفاكهة من الشجرة يضع قيمتها في مكانها ويربطها في نفس الموقع الذى أخذ منه تلك الفاكهة حينئذ قال السلطان محمد الفاتح : الآن أستطيع فتح القسطنطينية وفعلا حاصروها وضربوا سورها بالمدافع حتى أحدث فيه ثغرات استطاع من خلالها ولوج الجيش داخل القسطنطينية ومن ثم تم له الاستيلاء على القسطنطينية وتم فتحها على يده وعلى يد جيشه تصديقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هنا ندرك أن التزام الجندي المسلم بعقيدته الإسلامية وتطبيقه لتعاليمها السمحة هو السبب في قوته في ميدان المعركة , فكيف يدافع الجندي المصري عن وطنه وقد تخلى عن عقيدته الإسلامية والتزامه بها , فنحن شاهدنا في معركة عام 1967م حينما حول عبد الناصر عقيدة الجندي المصري من العقيدة الإسلامية إلى العقيدة العلمانية كانت النتيجة معروفة لدى الجميع وكان العدو الإسرائيلي يحارب بعقيدته اليهودية إذ كان الطيارون يحملون التورات معهم في طائراتهم المقاتلة وكذلك الجنود في ميدان المعركة , لذا أناشد فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي أن يصدر قرارا بإعادة هؤلاء الجنود إلى مواقعهم خاصة وأن جهاز الشرطة يحتاج لأمثال هؤلاء المؤمنون ليحافظوا على أمن مصر كما أنه يوجد حكم قضائي بإعادتهم إلى الخدمة , وإني أستغرب من وزير الداخلية السابق الذي رفض تنفيذ حكم القضاء ولم أجد صدى ممن يطلق عليهم بالنخبة والذين أوقفوا الدنيا ولم يقعدوها حينما أصدر فخامة الدكتور محمد مرسي قرارا بإلغاء قرار المجلس العسكري بحل مجلس الشعب وقالوا يجب عليه أن يحترم حكم القضاء , وأن القضاء يجب أن تنفذ قراراته في حين أن فخامة رئيس الجمهورية لم يتعرض إلى قرار المحكمة الدستورية والدليل على ذلك أنه نص قرار رئيس الجمهورية كان ينص على إعادة الانتخابات بعد الانتهاء من كتابة الدستور والاستفتاء عليه.
كما إني أطالب فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي بأن يكثف المناهج الدينية في الكليات الحربية والطيران الحربي والفنية العسكرية وأكاديمية الشرطة والمعاهد العسكرية خاصة وأن في المناهج الحالية التي تدرس في الكليات السالف ذكرها أن من يواظب على صلاة الجماعة في المساجد يعد متطرفا وأن كل من يطلق لحيته يعد متطرفا ولا يسمح له بالدخول في الكليات السابق ذكرها , فكيف والحالة هذه يستطيع الجنود أن يدافعوا عن أرض الوطن , وأن يحافظوا على أمن الوطن وأنا أقول لك يا فخامة الرئيس لا تهتم بهؤلاء الذين يطلق عليهم بالنخبة من علمانيين ولبراليين وقوميين ويساريين وخلافه , وهم خريجوا نوادي الماسونية مثل الروتاري والليونز والانتراكت واللويناكت وهم غثاء كغثاء السيل , إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ} فهم سوف يتهمونكم بأخونة الجيش والشرطة كما اتهموكم بأنكم أخونتم الصحافة و أخونتم الدستور وأخونتم الحكومة , ولا يوجد لديهم إلا هذه العبارة لكي يريدوا أن يوقفوا تقدم مصر إلى الأمام و يريدوا أن يفشلوا التيارات الإسلامية في تقدم مصر , وأنا أطالب أيضا يا فخامة الرئيس بإعادة النظر في المناهج الدراسية وتكثيف المواد الدينية بها حتى يفهم الفرد تعاليم الإسلام السمحة , وحتى نقضي في الأجيال القادمة على التيارات العلمانية واللبرالية والقومية واليسارية لأنه إذا تفهم الفرد التعاليم الإسلامية الصحيحة فإنه لا يمكن أن ينحرف عنها إلى تيارات أخرى , وختاما أرجو لكم التوفيق وأن أرى مصر على يدكم أن تصل إلى مصاف الدول الراقية في القريب العاجل إنه سميع مجيب.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله
سامي زين العابدين حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق