الاثنين، 27 يناير 2014

العولمة وأثرها على اقتصاديات الدول الإسلامية ( 3)

العولمة وأثرها على اقتصاديات الدول الإسلامية ( 3)
راينا في الحلفة الماضية كيف وأن الرأسمالية عندما قضت على الشيوعية والاشتراكية بدأت حربها على الإسلام , وإذ رأينا في التسعينيات حين ما فازت جبهة الانقاذ في انتخابات الجزائر وقام الجيش بالانقلاب عليها ودخلت الجزائر في شبه حرب اهلية راح ضحيتها اكثر من مئة وثلاثون الف شهيد , ولا زالت الرأسمالية (الليبرالية) تشن حربها على الاسلام والإسلاميين , ورأينا حينما أجريت الانتخابات في غزة وفازت حركة حماس انقلب ظهر المجن على حماس وعوملت بأنها حركة ارهابية ولا زالت محاصرة . وللأسف الشديد لا من قبل اسرائيل فقط ولكن من بعض الدول العربية خوفا من أن تتهم بانها تساعد الارهاب وتشجعه . وأنا اقول الى متى تقف الدول الإسلامية هذا الموقف المتخازل تجاه الرأسمالية فهي تشكل حوالي 57 دولة .  فاذا تضامنت بعضها مع بعض فأنها تستطيع الصمود أمام الرأسمالية ( الليبرالية ) وحينما ترجع الى النظام الاقتصادي العالمي نجده يتسم بعدد من الخصائص :-

1-      انهيار نظام برايتون وودز  
2-      تزايد دور أهمية الشركات  متعددة الجنسية في الاقتصاد العالمي .
3-      تزايد دور وأهمية مؤسسات العولمة الثلاث ( صندوق النقد الدولي , البنك الدولي , المنظمة العالمية للتجارة ).
4-      عولمة النشاط الإنتاجي .
5-      عولمة النشاط المالي واندماج أسواق المال .
6-      تغير مراكز القوى الاقتصادية العالمية .
7-      تغير هيكل الاقتصاد العالمي وسياسات التنمية .
8-      تراجع أهمية ودور مصادر الطاقة التقليدية والمواد الأولية في السوق العالمية .
ويرى الأقتصادي المعروف الدكتور رمزي زكي , إن أهم البصمات بروزا في الاقتصاد خلال العقود الثلاثة الأخيرة هو التدويل المطرد الذي أصبح يتسم به الاقتصاد  العالمي , ويظهر التدويل في نظرة أولية كبروز متعاظم لدور العلاقات الاقتصادية الدولية , بالمقارنة مع النشاط الاقتصادي على الصعيد المحلي والوطني , وهذا واضح من خلال الدور المتعاظم الذي تقوم به وتقود شركات متعددة الجنسية العملاقة التي تمتد نشاطاتها وفروعها الى مختلف انحاء العالم , وتسيطر على شطر كبير ومتنام في عمليات إنتاج وتمويل وتوزيع الدخل العالمي , مع العلم ان هذا الدور يكون أحيانا غير مباشر وغير ظاهر فاصبح من الممكن الأن الحديث عن مستوى اقتصادي عالمي متميز بآلياته ومشكلاته وأفاق تطوره على المستويات الوطنية , وتصبح نظرة للعالم باعتباره الوحدة الاقتصادية الأساسية. والعولمة الاقتصادية أخذت أبعادها في المرحلة الراهنة بانتصار القوى الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و وانهيار الاتحاد السوفيتي والأنظمة الاشتراكية في دول اوربا الشرقية فاستعاد النظام الاقتصادي الاجتماعي الرأسمالي هيمنته وانتشاره بديناميكية جديدة مؤسسة على اقتصاد السوق والموجة الثالثة ( ثورة المعلوماتية ) وادماج القسم الأعظم من الاقتصاديات الوطنية بالسوق الرأسمالية العالمية , بحيث أصبحت هذه الاقتصادات أسيرة لمفاهيم السوق والمنافسة الاقتصادية الاحتكارية التي تتحكم فيها القمم الاقتصادية العملاقة , متخطية الحدود والقيود ومستندة الى قوى السوق وبإشراف مؤسسات العولمة الاقتصادية الثلاث  صندوق النقد الدولي , البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمنظومة العالمية للتجارة خليفة (القات)وتبدو ملامح العولمة في الاقتصاد من خلال المظاهر التالية :-
-          الاتجاه المتزايد نحو التكتل الاقتصادي وللاستفادة من التطورات التقنية الهائلة.
-          تنامي دور الشركات متعددة الجنسية (عبر القومية )وتزايد أرباحها واتساع أسواقها وتعاظم نفوذها في التجارة الدولية
-          تزايد دور المؤسسات المالية الدولية بشكل مباشر وبخاصة في تصميم برامج الإصلاح الاقتصادي وسياسات التثبيت والتكيف الهيكلي في الدول النامية ( التحول الى اقتصاد السوق )
-          تدويل بعض المشكلات الاقتصادية مثل الفقر والتنمية المستدامة , والسكان , والتنمية البشرية ,والتلوث , وحماية البيئة ,والتوجه العالمي لتنسيق عمليات معالجة هذه المشكلات والتعاون في حلها .
-          تعاظم دور الثورة التقنية الثالثة وتأثيرها في الاقتصاد العالمي ( التغيرات السريعة في أسلوب الإنتاج ونوعية المنتج )
-          بروز ظاهرة القرية العالمية وتقليص المسافات نتيجة لتطور وسائل النقل والمواصلات وزيادة الاحتكاك بين الشعوب .
-          تطور وسائل الإعلام وتأثيرها على طبيعة البشر وتطلعاتهم وسلوكهم ,وأثر ذلك في  اختلاط الحضارات والثقافات .
-          تعاظم دور المعلوماتية والإدارة والمراقبة من ادارة نظم المعلومات.
                                                              الي اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله
                                                               سامي زين العابدين حماد

ليست هناك تعليقات:

تابعني علي التويتر