العولمة وأثرها على اقتصاديات الدول الإسلامية ( 3)
راينا في الحلفة الماضية كيف وأن الرأسمالية عندما قضت على الشيوعية والاشتراكية
بدأت حربها على الإسلام , وإذ رأينا في التسعينيات حين ما فازت جبهة الانقاذ في انتخابات
الجزائر وقام الجيش بالانقلاب عليها ودخلت الجزائر في شبه حرب اهلية راح ضحيتها
اكثر من مئة وثلاثون الف شهيد , ولا زالت الرأسمالية (الليبرالية) تشن حربها على
الاسلام والإسلاميين , ورأينا حينما أجريت الانتخابات في غزة وفازت حركة حماس انقلب
ظهر المجن على حماس وعوملت بأنها حركة ارهابية ولا زالت محاصرة . وللأسف الشديد لا
من قبل اسرائيل فقط ولكن من بعض الدول العربية خوفا من أن تتهم بانها تساعد
الارهاب وتشجعه . وأنا اقول الى متى تقف الدول الإسلامية هذا الموقف المتخازل تجاه
الرأسمالية فهي تشكل حوالي 57 دولة . فاذا
تضامنت بعضها مع بعض فأنها تستطيع الصمود أمام الرأسمالية ( الليبرالية ) وحينما
ترجع الى النظام الاقتصادي العالمي نجده يتسم بعدد من الخصائص :-
1- انهيار نظام برايتون
وودز
2- تزايد دور أهمية الشركات متعددة الجنسية في الاقتصاد العالمي .
3- تزايد دور وأهمية
مؤسسات العولمة الثلاث ( صندوق النقد الدولي , البنك الدولي , المنظمة العالمية
للتجارة ).
4- عولمة النشاط الإنتاجي
.
5- عولمة النشاط المالي
واندماج أسواق المال .
6- تغير مراكز القوى الاقتصادية
العالمية .
7- تغير هيكل الاقتصاد
العالمي وسياسات التنمية .
8-
تراجع أهمية ودور مصادر الطاقة التقليدية والمواد الأولية في السوق
العالمية .
ويرى الأقتصادي المعروف الدكتور رمزي زكي , إن أهم البصمات بروزا في الاقتصاد
خلال العقود الثلاثة الأخيرة هو التدويل المطرد الذي أصبح يتسم به الاقتصاد العالمي , ويظهر التدويل في نظرة أولية كبروز متعاظم
لدور العلاقات الاقتصادية الدولية , بالمقارنة مع النشاط الاقتصادي على الصعيد
المحلي والوطني , وهذا واضح من خلال الدور المتعاظم الذي تقوم به وتقود شركات
متعددة الجنسية العملاقة التي تمتد نشاطاتها وفروعها الى مختلف انحاء العالم ,
وتسيطر على شطر كبير ومتنام في عمليات إنتاج وتمويل وتوزيع الدخل العالمي , مع
العلم ان هذا الدور يكون أحيانا غير مباشر وغير ظاهر فاصبح من الممكن الأن الحديث
عن مستوى اقتصادي عالمي متميز بآلياته ومشكلاته وأفاق تطوره على المستويات الوطنية
, وتصبح نظرة للعالم باعتباره الوحدة الاقتصادية الأساسية. والعولمة الاقتصادية
أخذت أبعادها في المرحلة الراهنة بانتصار القوى الرأسمالية العالمية بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية و وانهيار الاتحاد السوفيتي والأنظمة الاشتراكية في
دول اوربا الشرقية فاستعاد النظام الاقتصادي الاجتماعي الرأسمالي هيمنته وانتشاره بديناميكية
جديدة مؤسسة على اقتصاد السوق والموجة الثالثة ( ثورة المعلوماتية ) وادماج القسم
الأعظم من الاقتصاديات الوطنية بالسوق الرأسمالية العالمية , بحيث أصبحت هذه
الاقتصادات أسيرة لمفاهيم السوق والمنافسة الاقتصادية الاحتكارية التي تتحكم فيها
القمم الاقتصادية العملاقة , متخطية الحدود والقيود ومستندة الى قوى السوق وبإشراف
مؤسسات العولمة الاقتصادية الثلاث صندوق
النقد الدولي , البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمنظومة العالمية للتجارة خليفة
(القات)وتبدو ملامح العولمة في الاقتصاد من خلال المظاهر التالية :-
-
الاتجاه المتزايد نحو التكتل الاقتصادي وللاستفادة من التطورات
التقنية الهائلة.
-
تنامي دور الشركات متعددة الجنسية (عبر القومية )وتزايد أرباحها
واتساع أسواقها وتعاظم نفوذها في التجارة الدولية
-
تزايد دور المؤسسات المالية الدولية بشكل مباشر وبخاصة في تصميم برامج
الإصلاح الاقتصادي وسياسات التثبيت والتكيف الهيكلي في الدول النامية ( التحول الى
اقتصاد السوق )
-
تدويل بعض المشكلات الاقتصادية مثل الفقر والتنمية المستدامة ,
والسكان , والتنمية البشرية ,والتلوث , وحماية البيئة ,والتوجه العالمي لتنسيق
عمليات معالجة هذه المشكلات والتعاون في حلها .
-
تعاظم دور الثورة التقنية الثالثة وتأثيرها في الاقتصاد العالمي (
التغيرات السريعة في أسلوب الإنتاج ونوعية المنتج )
-
بروز ظاهرة القرية العالمية وتقليص المسافات نتيجة لتطور وسائل النقل
والمواصلات وزيادة الاحتكاك بين الشعوب .
-
تطور وسائل الإعلام وتأثيرها على طبيعة البشر وتطلعاتهم وسلوكهم ,وأثر
ذلك في اختلاط الحضارات والثقافات .
-
تعاظم دور المعلوماتية والإدارة والمراقبة من ادارة نظم المعلومات.
الي اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله
سامي زين العابدين حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق