العولمة واثرها في اقتصاديات الدول الإسلامية (5)
راينا في الحلقة الماضية بان الحكومة الحالية في مصر , والتي ينتمي
افرادها الى العلمانيين والشيوعيين والاشتراكيين قوم لا يخافون الله واذ نراهم وقد وضعوا حصارا عظيما على قطاع غزة
اذ دمروا جميع الأنفاق وكذلك الدور المبنية على الأنفاق واغلقوا معبر رفح وجعلوا
مليون ونصف فلسطيني يعيشون في ظلام دامس لا يوجد لديهم كهرباء , ولديهم نقص في
جميع مستلزمات الحياة من كساء ودواء ومحروقات وتصريف مياه مجاري , فاذا كانت امرأة
دخلت النار في هرة حبستها لا تركتها تأكل من خشاش الأرض ولا اطعمتها فكيف الحال
بحصار مليون ونصف مسلم .
من هنا ندرك مدى الحرب التي تشنها الرأسمالية (اللبرالية ) على
الإسلام والمسلمين . ولم يقف الأمر عند هذا الحد , اذ تدخلت في فرض دستور على مصر
وتونس ونزعت منها الهوية الإسلامية , اذ نجد في الدستور المصري الجديد انهم ازالوا
المادة التي تنص على تجريم كل من تجرأ بسب الذات الإلهية والرسول , كذلك ألغوا
المادة 219 والتي تنص على تفسير مبادي الشريعة الاسلامية والتي تشمل ادلتها الكلية
وقواعدها الأصولية والفقهية , ومصادرها المعتبرة , في مذاهب اهل السنة والجماعة .
كما انهم اطلقوا الحريات اطلاقا كاملا حتى ما يخالف فيها الشريعة الإسلامية .
وكذلك نجد في دستور تونس الجديد نزع
الهوية الإسلامية من دولة تونس نزعا كاملا اذ لم ينص في مواده ان الشريعة الإسلامية مصدر الأساسي للتشريع .
كما ان تيار المحبة والذي يرأسه الدكتور محمد الهاشمي أنسحب من المجلس التأسيسي
التونسي ذلك لأنه تقدم بعدة اقتراحات أولها ان تكون الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع والثاني ان يجرم كل من
تجرأ بسب الذات أو القران او الرسل وقد وأثبت نوابه بعرضه رسوم كاركتورية اخذها من الشبكة العنكبوتية ,
وكان مصدرها الرئيسي تونس , تستهزأ من الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم , وكان
رد المجلس الرفض وقال أحدهم ان المادة السادسة من الدستور تكفل حمايته من الجزاء ,
كذلك رفض المجلس التامين الصحي للفقراء وصرف رواتب للعاطلين حتى يساعدوهم في
الحصول على عمل , وكما انهم طلبوا حذف المادة التي تحمي المرتد عن الإسلام .
وللأسف الشديد نجد ان نواب حزب النهضة لم يقفوا في صف هذه المطالب بل
وقفوا ضدها ومن هنا أقول يا شيخ راشد الغنوشي كيف تقابل ربك أنت وحزبك يوم القيامة
, وماذا تقول له حينما يسألك لماذا لم تطبق أوامر الله وتعليمات نبيه حينما حكمتم
تونس , كما أنك كيف تقابل رسول الله صلى الله وعليه وسلم لماذا لم تعاقب وتمنع
الذين يسيئون وهو يقول (ولا يؤمن احدكم حتى أكون أحب أليهمن نفسه وماله وولده)وهل
ترضى لنفسك ان يسيئون إليك في الصحف او الإنترنت بالطبع لا . فكيف ترضاها لرسول
الله وانا اذكرك بسماحة الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله وأسكنه فسيح جناته حينما
أراد منه الحبيب بورقيبة بعد الخطاب الذي ألقاه على الجماهير التونسية وقال ان
صيام رمضان يعطل الاقتصاد ويضر بالإنتاج المحلي في البلاد اليكم مفتي الديار التونسية يفتي لكم بجواز
الفطر في رمضان , فقام الطاهر بن عاشور رحمه الله قائلا ألهذا دعوتني وتوجه الى
الجماهير قائلا ( صدق الله العظيم وكذب الرئيس ) (يأيها الذين امنوا كتب عليكم
الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )(صوموا صوموا ولا تفطروا والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته)ثم توجه الى الى الحبيب ابو رقيبة وقال له , اتريدهم يوم
القيامة يقفون امام ربي ويقولون هذا الذي اجاز لنا الفطر في رمضان ( طز فيك وطز وفي
مركز الإفتاء ) وفعلا عزله عن مركز الإفتاء هذه المواقف التي يتصف بها علماء الدين
, وأنت احد علماء الدين الكبار على اقل تقدير الا تعتمدوا هذا الدستور الا بعد ان
يستفتى عليه الشعب التونسي وتعمل انت وحزبك من عدم اعتماده والا سوف يعاقبك الله اشد العقاب في يوم
الآخر انت وحزبك
من هنا ندرك مدى الحرب التي يلاقيها الإسلام والدول الإسلامية من حرب
من الدول الرأسمالية وعلى راسها الولايات المتحدة .
الى
القاء في الحلقة القادمة إن شاء الله
سامي زين العابدين حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق